عندما انتقلنا إلى القرن الحادي والعشرين، هل فكرنا يوماً كيف سيكون عالم اليوم؟ وما الذي يمكن أن يُلهم ويقود عملية التطوير والتحول في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية، والدراسة، والعمل، والترفيه وفي كل تخصص ومجال، بما في ذلك الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع بشكل عام؟

قد تمثل البيانات الإجابة الأكثر ملاءمة، وبشكل أكثر تحديداً ما يسمى "البيانات الكبيرة"، اقتصاد البيانات، علم البيانات: علم البيانات، وعلماء البيانات. يعتبر هذا بلا شك عصر البيانات الكبيرة وعلم البيانات واقتصاد البيانات ومهنة البيانات.

شهدت السنوات القليلة الماضية ضجة هائلة حول تطور الحوسبة السحابية، والبيانات الكبيرة، وعلوم البيانات، والآن الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا شك في أن حجم البيانات وتنوعها وسرعتها وقيمتها يستمر في زيادة كل ميللي ثانية. تعتبر البيانات بمثابة حاسب انتل الجديد والنفط الجديد وأحد الأصول الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحاضر والمستقبل. تقود البيانات وتحدد مستقبل العلوم والتقنية والاقتصاد، وربما كل شيء في عالمنا اليوم.

لقد أثار عالم البيانات المرغوب سريع التطور والذي لا حدود له النقاش حول الاكتشاف العلمي المكثف للبيانات - علم البيانات - كنموذج جديد، أي ما يسمى بـ "نموذج العلم الرابع" الذي يوحد التجربة والنظرية والحساب. في الوقت نفسه، يثير هذا العالم العديد من التساؤلات الرئيسية: ما المقصود بعلم البيانات؟ كيف يرتبط علم البيانات بتخصصات أخرى؟ كيف يتم ترجمة علم البيانات إلى المهنة والتعليم والاقتصاد؟ كيف يحول علم البيانات العلوم والتقنية والصناعة والاقتصاد والمهنة والتعليم الحاليين؟ وكيف يمكن أن يتنافس علم البيانات في الجيل التالي من العلوم والتقنيات والاقتصاد والمهنة والتعليم؟ كما تثار أيضاً بعض الأسئلة المحددة، مثل ما الذي يشكل عقلية ومهارات علماء البيانات؟

إن البحث والابتكار والممارسات التي تسعى إلى تناول ما ذُكر أعلاه وغيرها من الأسئلة ذات الصلة هي التي تقود الثورة الرابعة في تاريخ التنمية العلمية والتقنية والاقتصادية، والتي تسمى علوم البيانات والتقنية والاقتصاد.

هل يمكن أن نتخيل كيف سيستمر تطور عالم البيانات وعصر البيانات وكيف سيتأثر العلم والتقنيات والاقتصاد والمجتمع في المستقبل بالبيانات في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين؟ لكي ندعي أننا علماء بيانات و "نقوم بعمل بيانات"، نحتاج إلى الإجابة على هذه الأسئلة المهمة لفهم أساسيات علوم البيانات والاستفادة منها، ولتحقيق الفرص التي ستنشأ في المستقبل.