لماذا قد تتحرك الشعوب العربية عند رؤية صورة مسيئة للرسول, و لكنهم لا يتحركون عندما تقوم اسرائيل باغتصاب فلسطين؟ لماذا قد تقوم الشعوب العربية بإرادتها الحرة بعملية مقاطعة المنتجات الفرنسية, و لكنهم لا يقاطعون المنتجات الامريكية عندما تقوم امريكا بقتل مئات من العرب المسلمين؟ فقط قبل ايام من انتشار الصور المهينة للرسول تمت عملية طعن امرأتين من المسلمات امام ابنائهن و لم يتحرك الشعب العربي, و لكن عند اهانة الرسول ينهض الشعب العربي. إنه لمن الواضح أن المسلم العربي يهتم بصورة رسول الله اكثر من اهتمامه لشعبه او دولته او حتى اهله. و لكن لماذا, لماذا نرى هذا النوع من الحب المجنون موجه نحو رسول الله و لكنه ليس موجه باتجاه الامة العربية او الوطن؟ برايي اقول ان سبب هذا النوع من الحب او الهوس, هو شعور الانتماء داخل المواطن. ففي الحقيقة المواطن العربي المسلم ينتمي الى العادات و التقاليد الاسلامية و الديانة الاسلامية بشكل الاول ثم ينتمي الى بلده وعائلته. لذلك اهانة الرسول او الدين الاسلامي تعتبر اعظم من اهانة الشعب او ايه فعل اجرم منه. فحياة و طموح و خيال المواطن العربي تبنى في عقله ضمن اطار العادات و التقاليد التي نشأ عليها. فعندما تتم اهانة الرسول الذي يعتبر المؤسس للعادات و التقاليد الخاصة بالأمم العربية المسلمة, تتم اهانة فلسفة المسلم في الحياة و تتم اهانة جميع معتقداته و مبادئه التي تربى عليها. و عندما يتم وصف الرسول بصفات بذيئة فانه يتم وصف كل عربي مسلم بهذه الصفات البذيئة بسبب شعور المواطن العربي بعلاقة الترابط الشديدة بين نفسه و نفس الرسول. بكلمات اخرى علاقة الشب العربي بالرسول اقوى بكثير من ارتباطه مع ابناء شعبه, وطنه, او حتى اهله. لذلك عندما تتم اهانة الرسول يغضب العرب و عندما يتم قتل العرب لا يغضب العرب.
و لكن لماذا هذا الشعور بالانتماء الشديد و الحب الشديد للرسول. لأجيب ببساطة و اختصار السبب هو انه تكرار جملة لألف مرة يجعل هذه الجملة الواقع. كم مرة قام المواطن العربي المسلم بالإقرار داخل نفسه بانه يحب الرسول و الرب اكثر من اي شيء اخر, فقط لان دينه يستوجب منه هذه القناعة. كم مرة سمعنا باننا نحب الرب و الرسول اكثر من أي شيء اخر. كم مرة سمعنا ان حماية الرسول و الرب اهم من أي شيء اخر. كم مرة سمعنا عن رغبة القدماء في التضحية بأنفسهم بسبب ان شخص اساء للرسول. قارنوا هذا العدد مع عدد المرات التي تعلم فيها المواطن عن حب الارض, حب الوطن, حب التغيير و التحسين, حب الازدهار و الحضارة. و سوف تحصلون على اجابتكم. 
 على سبيل المثال و توضيح نقطتي السابقة, اذا ما نظرتم لطبيعة الكراهية الاتية من الرجل الابيض اتجاه الرجل الاسود و عظمة الاحتقار داخل الرجل الابيض اتجاه الرجل الاسود في زمن العبودية, ستجدون ان السبب الوحيد لهذا الكره المجنون هو عملية التكرار لهذه الفكرة. و ما كان الحب المجنون الا الوجه المناظر للكره المجنون و طريقة الوصول لكليهما واحدة. و هذا الحب المجنون اتجاه الرسول و الكره المجنون اتجاه الرجل الاسود لم يأتيان للإنسان بناء على مجموعة من المواقف و الوقائع الحقيقية التي يتبناها الوعي لبناء مشاعره, بل اتوا للإنسان وفق عملية تكرار لأفكار وهمية غير مبنية على مواقف حقيقية.
في النهاية اود ان اقول ان انتماء و حب الشعب العربي المسلم للرسول لم تتولد بالطريقة التقليدية التي تتولد بها مشاعر المحبة. و قد يقول بعض الاشخاص انهم يحبون الرسول بسبب قصصه و تاريخه. اقول لهم هل يمكن ان تحب شخص بهذا القدر و الجنون فقط عن طريق قراءة بعض قصصه. و اقول لهم ان المواطن المتوسط لا يعرف عن الرسول سوى مجموعة بسيطة من القصص التي تظهر كرم و احسان الرسول, فهل هذه القصص كافية لبناء هذا القدر من المحبة و الارتباط بين هذا المواطن و الرسول. هذا القدر من المحبة و الارتباط قد فرض على المواطن العربي من خلال عملية التكرار. و بالمثل تم فرض الكراهية و العدوانية داخل الرجل الابيض باتجاه الرجل الاسود بالتكرار بدون اسس حقيقية.