الحلقة الثانية: 

تعودُ الأُم إلى حُجرة الضيوفِ بعد أن فشِلَت في إقناع ابنتِها بالخُروجِ لمقابلة صديقتِها.👒

الأم: مَعذرةً يا بُنيتي، ولاء لا تُريدُ أن تُقابِلَ أحدًا. يبدو أنّها مُتعبَةٌ قليلاً.

زينب: لا بأس يا خالة، شفاها اللهُ وعافاها. لعلِّي أحضُر لزيارتِها

في وقتٍ آخَر إن شاء الله.🍂

الأُمُّ: نسعدُ بكِ في أيِّ وقتٍ يا حبيبة. جزاكِ اللهُ خيرًا على سُؤالكِ،

وبلِّغي سلامي لأُمكِ.

زينب: سأُبلغُها بإذن الله يا خالة.. السَّلامُ عليكم.

الأُمُّ: وعليكِ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.💕

تعودُ زينب لبيتِها وقد زاد قلقُها، وأحسّت بشيءٍ غريبٍ لا تعرفه،

ولا تعرفُ سبَبَه.. وأخذت تتساءَلُ في نَفْسِها: غريبٌ أن أذهب لزيارةِ ولاء، فترفض مُقابلتي، وهِيَ التي كانت تنتظِرُني إذا علِمت بحُضوري، وتجلِسُ معي، وتُحاورُني، وتمزحُ، وتضحكُ، حتى وإنْ كانت مُتعَبَة، فلم تكُن تتجاهلني بهذه الطريقة.🌸☔.

تُرَى ماذا بِكِ يا ولاء؟! لَستِ أنتِ مَن تتجاهلينَ صديقاتِكِ، لَستِ أنتِ مَن ترفُضينَ مُقابلَةَ أحبابِكِ، لَستِ أنتِ تلك الشخصية الغريبة التي رأيتُها مِن خلال كلماتِ أُمّكِ هذا اليوم. أتمنَّى ألَّا يكونَ بِكِ بأسٌ.

وفي مساءِ اليوم التالي، يَرنّ جوَّالُ زينب، فتجري عليه مُسرِعةً،

ظانة أنّ ولاء تتَّصِلُ بها، فإذا بها هاجر. فتردُّ عليها.📱

زينب: السَّلامُ عليكم.

هاجر: وعليكِ السَّلامُ ورحمة الله وبركاتُه. كيف حالُكِ يا زينب؟

زينب: بخيرٍ وللهِ الحمد. وكيف حالُكِ أنتِ يا هاجر؟

هاجر: الحمدُ لله، في نِعَمِ اللهِ أتقلّب، غيرَ أنِّي مُنشغلةٌ بَعضَ الشيءِ بدراستي.

زينب: وفَّقكِ اللهُ حبيبتي، وبارك بوقتِكِ.

هاجر: آمين، وإيَّاكِ. هل ذهبتِ لزيارةِ ولاء؟

زينب: نعم، ذهبتُ بالأمس.

هاجر: وكيف حالُها؟

زينب: تقولُ أُمّها إنّها بخير.

هاجر: أُمّها !

زينب: نعم، أُمُّها، فلم أرَ ولاء.

هاجر: لماذا؟

زينب: قالت أُمها إنّها لا تُريدُ أن تُقابِلَ أحدًا، ولَعلَّها مُتعبةٌ قليلاً.

هاجر: لكنْ هذا غريبٌ. ألَا تُلاحظينَ أنّ ولاء كانت تفرحُ بزيارتنا،

وتجلِسُ معنا، ولا تُريدُنا أن نذهب؟

زينب: وهذا ما كُنت أُحَدِّثُ به نَفسي. أشعرُ أنّ هُناكَ شيئًا في حياة ولاء لا تُريد أن تُخبِرنا به، أو أنّ هُناكَ سِرّاً تُحاول إخفاءَه عَنَّا. لا أعرف

صراحةً، لكنِّي أُحس بشيءٍ غير مُعتاد.🌱

هاجر: كلماتُكِ أقلقتني على ولاء يا زينب، رغم أنَّ أحوالَ الناسِ مُتغيِّرة،

وقد تعتريهم أشياء لا يرغبونَ في إخبار الآخرينَ بها. لكن ما العَمل؟

زينب: أخبرتُ أُمَّها بأنَّني سأزورُها في وقتٍ آخَر، لكنِّي لا أدري إنْ كُنتُ

سأزورُها فِعلاً أم لا.🌂

هاجر: دَعي الأمرَ لي، وسأُجرِّبُ بإذن الله، ولَعلَّه يكونُ خيرًا.💕

.

-تُرَى ماذا ستفعلُ هاجر؟

-وماذا بها ولاء؟

هذا ما سنعرفُه في الحلقةِ القادمة بإذنِ الله ❤.