حاولت مرارا أن أقنِعني بالكتابة ولكني صادفت مئات المرات ذات الجواب: لا داعي لأن تكتبي مادامت حروفك بلا أحاسيس بلا مشاعر هذه جريمة في حق كلماتك!!

صمتي يريحني ويريح من حولي في غرفة أنا والطاولة، 4 كراسي فارغة على أحدها أجلس، بجهة اليسار كتاب علوم، دعني من الدراسة مللتها، دفتري الذي أتيته لأبوح ما بداخلي وحاسوبي صديقي هو يٌشحن، كنت قد أفرغت بطاريته منذ قليل، اضطررت لأجالسه هربا من الواقع وأشياء أخرى وأخرى لا أود ذكرها ولا أود أن أطيل.

الحُمى سكنت أضلعي أبدو كمجنونة لا تأبه بالجو البارد ، فقدت شهيتي بالرغم من أن الجوع يكاد يلتهم أمعائي وأحشائي، جفاف حلقي وكأني ما شربت الماء قط، ما بللته بوضوء والوقت يسير ولا أزال لا أفهم.

ما أجمل الصمت، الهدوء جميل أيضا.

هادئة لمن يراني ولكن داخلي ينطق بألف  حديث، أفكاري أبت أن تصمت، سمَّتني أختي بالصامتة لأني ماأجبتها لا أذكر سؤالها حتى. ما بالك؟ بالي منشغل، يفكر باللاشيء بالفراغ باللاموجود واللاكائن  نفيت كل الكلمات.

طريقة ترتيبي للأشياء توحي بمزاجي المعَكَّر، كحال أرض بعد حرب، لا أشعر بالإنتصار ولا بالإنهزام لأني ماشاركت فيها.

الشمس تراني من تلك النافذة ابتسمي أميمة رمقتها بابتسامة أحيت محياي، بقيت أنظر للنافذة ،الزجاج سمح للشمس باختراقه اقترب موعد غروبك يا شمس ! لَم أنتظر لتجيبني أدرت وجهي للنافذة المغلقة هذه أتمنى لو أفتحها لتلامس نسمات الريح وجهي ولتداعب ظفيرتي.

آكل قطعة مما أحضرت لي امي توًا، كمن يأكل رغما عنه فقط ليُسكت عصافير بطني أزعجتني. 

باب الثلاجة يكاد يتحدث كفى "أفتح أغلق" لا يوجد شيء صالح للأكل تتعبين نفسك! ومن قال لكَ أني أريد أن آكل؟ أنا أفتح بابك لأفتحه لا أكثر ولا يوجد سبب مقنع لذا توقف عن تمردك وصراخك في وجهي... لا أعلم لِم قلتُ هذا هو لم يقل شيئا ،اهدئي! كيف لي أن أهدأ أنا لم أغضب كُفِّي عن الكلام وعن معاتبتي.

أبدعت يا قلمي كعادتك.أخجلتِنِي بكلماتكِ أنتِ أميرتي وأنت في الواقع صاحبة الكلمات أنت من أبدعت أميمة، شكرا لكَ ولكلماتكَ، الحقيقة أن الله ملهمي وحسبي أشغلني بالكتابة لأنها تريحني.

مزاج سيئ نصوص وجمل وهكذا  شكرا لقلبي لعقلي لِيَدي لقلمي لأفكاري حبيبتي.

شكرا لمن نعتتني بالصامتة وشكرا لتصفيقكِ أيضا ،شكرا لأنكم معي لست وحدي، الحمد لله أولا وآخرا حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه...