هناك من ينسف روحك ويحيلها إلى شظايا صغيرة , ويعود ويتفنن في نسف كل منها إلى شظايا أدق و أصغر , ويطلق لك العنان حتى تتوه عن بقاياك وتنسى من تكون , هذا الكائن سيسره النظر إليك وأنت تائه تبحث في عتمته عن بصيص نور وسيسره اكثر أن يدفعك خارج المسار الصحيح كلما اقتربت من هدفك, لا لشيء ولكن لتظل عالقا في مداره هو, مبهورا بكينونته وتماسكه.

 فإذا رأيت أن كل المعطيات تقود إليه, وكل النتائج تعود إليه, ووجدت نفسك منبوذا في كهف من مرايا لا تعكس سواه, فاعلم أنك وقعت في شبكة العنكبوت, شبكة كائن لايرى في كل من يقترب منه إلا فريسة سيتم التهامها عاجلا أم آجلا....

وكائن آخر شفاف قد يتعثر بشظاياك صدفة, فيحز  في نفسه حالك؛ ويأخذ على عاتقه نظم بقاياك في عقد مودة, ثم يأخذ بيدك إلى شلالات من نور تغسل أعماقك بمياه المحبة؛ لتسمو وترقى إلى فضاء من نقاء.

هذه النفس الملائكية فُطرت على العطاء والبذل واصلاح ذات البين, فإن قادتك الأقدار إليها؛ خر ساجدا ما استطعت إلى السجود سبيلا, وترحم على من حالهم مازال عالقا في شبكة كائن يشبه العنكبوت.

بقلم أمل عبدربه