أصبحت اليوم مبتسما !!

بقلم / محمد عبد المجيد

استشاري التميز المؤسسي والمواصفات العالمية .

كانت ليلة أمس وعلى غير العادة ليلة مفعمة بسيل جارف من المشاعر وحبل طويل من الأفكار المشتتة . ولعلها كانت المرة الأولى التي أجلس فيها الى نفسي في وقت متأخرة من الليل أتحدث اليها وأقسو عليها وأناشدها لأن تعود لسابق عهدها هادئة امنة مطمئنة , بعد أن أسلمتها بيدي الى مزيد من الهموم والالتزامات والتوتر ومتابعات للأخبار والخوف من المستقبل وغيرها ...

عشرة أعوام مضت على عالمنا العربي ( الذي أفتخر حقيقة بالانتساب اليه والى لغتنا العربية بل وأدعو كل عربي أن يفخر بهذا النسب ) , عشرة أعوام لم تكن بالأمر الهين , فمنا من تأثر من أحداثها ماديا ومنا من تأثر منها معنويا ومنا من تاهت أفكاره وتبدلت أراؤه وتحولت ثوابته , فما عاد مبتسما كما كان أو على أقل تقدير أختلطت بسمته بمشاعر التعجب أحيانا , والخوف والقلق بل والحزن أحيانا أخرى .

تجمدت أفكاري للحظة , ثم عدت لأسأل نفسي ( كم خلفت تلك الظروف من سلبيات في حياتي وحياة أسرتي وعلى المستوى الشخصي والمجتمعي ) ؟؟ ثم لم تستغرق نفسي مزيدا من الدقائق للرد على سؤالي باجابة قاطعة (( لقد كان تأثيرا كبيرا بلا شك )) .

انها الحقيقة التي لاريب فيها أبدا .

احبتي ... حياتنا مجموعة من الأحداث اليومية الروتينية المعقدة , تمثل حملا ثقيلا على كثير منا , لكن ما يجب أن نؤمن به حقيقة أنه ان لم يحقق هذا الضغط سعادة وابتسامة في حياة ووجوه من نحب , فلن نجني من حياتنا الا التوتر والقلق والخلاف على طول الخط .

وبينما كنت مستغرقا في تلك الأفكار , أتخذت قراري في لحظة , ابتسمت بشده , غمرت وجهي بابتسامة عريضة دون أدنى سبب , ثم حدث ما لم أكن أتوقعه أبدا , فقد شعرت بعد هذه الابتسامة مباشرة وكأن جبلا من القلق والتوتر فر مسرعا من صدري بعدما كان يمثل حملا ثقيلا , كررت الابتسامة ففر جبل اخر فكررتها ففر ثالث وبدأت أشعر كأن صفاءا بدأ يسود جنبات الغرفة .

لقد كان علاجا ممتعا على الحقيقة , ابتسامة واحدة تنير طريقا , وثانية تقرب اليك حبيبا , وثالثة تحقق لك ربحا وصفقة , ورابعة تكسب بها صديقا .

لقد كنت مخطئا حقا حين لم أدرك ذلك العلاج منذ زمن , لقد قررت وأبتسمت , ثم لم تكد ابتسامتي باقية حتى ذابت بين جفوني مسلما نفسي الى نوم هاديء ثم أصبحت اليوم أيضا مبتسما .