م

https://www.facebook.com/mohamed.elmagid/

مدة القراءة: دقيقتين

اصبحت اليوم مبتسما !

أصبحت اليوم مبتسما !!

بقلم / محمد عبد المجيد

استشاري التميز المؤسسي والمواصفات العالمية .

كانت ليلة أمس وعلى غير العادة ليلة مفعمة بسيل جارف من المشاعر وحبل طويل من الأفكار المشتتة . ولعلها كانت المرة الأولى التي أجلس فيها الى نفسي في وقت متأخرة من الليل أتحدث اليها وأقسو عليها وأناشدها لأن تعود لسابق عهدها هادئة امنة مطمئنة , بعد أن أسلمتها بيدي الى مزيد من الهموم والالتزامات والتوتر ومتابعات للأخبار والخوف من المستقبل وغيرها ...

عشرة أعوام مضت على عالمنا العربي ( الذي أفتخر حقيقة بالانتساب اليه والى لغتنا العربية بل وأدعو كل عربي أن يفخر بهذا النسب ) , عشرة أعوام لم تكن بالأمر الهين , فمنا من تأثر من أحداثها ماديا ومنا من تأثر منها معنويا ومنا من تاهت أفكاره وتبدلت أراؤه وتحولت ثوابته , فما عاد مبتسما كما كان أو على أقل تقدير أختلطت بسمته بمشاعر التعجب أحيانا , والخوف والقلق بل والحزن أحيانا أخرى .

تجمدت أفكاري للحظة , ثم عدت لأسأل نفسي ( كم خلفت تلك الظروف من سلبيات في حياتي وحياة أسرتي وعلى المستوى الشخصي والمجتمعي ) ؟؟ ثم لم تستغرق نفسي مزيدا من الدقائق للرد على سؤالي باجابة قاطعة (( لقد كان تأثيرا كبيرا بلا شك )) .

انها الحقيقة التي لاريب فيها أبدا .

احبتي ... حياتنا مجموعة من الأحداث اليومية الروتينية المعقدة , تمثل حملا ثقيلا على كثير منا , لكن ما يجب أن نؤمن به حقيقة أنه ان لم يحقق هذا الضغط سعادة وابتسامة في حياة ووجوه من نحب , فلن نجني من حياتنا الا التوتر والقلق والخلاف على طول الخط .

وبينما كنت مستغرقا في تلك الأفكار , أتخذت قراري في لحظة , ابتسمت بشده , غمرت وجهي بابتسامة عريضة دون أدنى سبب , ثم حدث ما لم أكن أتوقعه أبدا , فقد شعرت بعد هذه الابتسامة مباشرة وكأن جبلا من القلق والتوتر فر مسرعا من صدري بعدما كان يمثل حملا ثقيلا , كررت الابتسامة ففر جبل اخر فكررتها ففر ثالث وبدأت أشعر كأن صفاءا بدأ يسود جنبات الغرفة .

لقد كان علاجا ممتعا على الحقيقة , ابتسامة واحدة تنير طريقا , وثانية تقرب اليك حبيبا , وثالثة تحقق لك ربحا وصفقة , ورابعة تكسب بها صديقا .

لقد كنت مخطئا حقا حين لم أدرك ذلك العلاج منذ زمن , لقد قررت وأبتسمت , ثم لم تكد ابتسامتي باقية حتى ذابت بين جفوني مسلما نفسي الى نوم هاديء ثم أصبحت اليوم أيضا مبتسما .

م

محمد عبد المجيد

https://www.facebook.com/mohamed.elmagid/

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات