معوقين أم ذوي إحتياج ؟!....
رحيم الخالدي
من المتعارف عليه أن العوق للإنسان في الأخلاق، وليس كما هو متعارف عليه في الأوساط الشعبية في العوق الجسماني، وهنالك فرق كبير ويجب الإنتباه له، وأن كثير من العلماء والفنانين وغيرهم من الفنون الأخرى هم من ذوي الإحتياج الخاص، وعالم الرياضيات "ستيفن هواكينغ" الذي أبهر العالم بنظرياته وهو مقعد نهائيا، ولا يمكنه الحركة أبداُ سوى الإيماء برأسه وعيونه! ويحل أصعب المعادلات الرياضية! فهل يمكن تسمية هذا العبقري "معاق"؟.
منذ سقوط نظام البعث الى يومنا هذا وشريحة ذوي الإحتياج الخاص ينادون بإنصافهم ومساعدتهم قدر الإمكان، ليواكبوا عيش حياتهم بأقل صعوبة من خلال الإلتفات لهم، وإعطائهم حقوقهم التي كفلها الدستور، كونهم محدودي الحركة ويحتاجون من يمد لهم يد العون، ناهيك عن متطلباتهم الخاصة من مواد يجب توفيرها، وأبسط شيء الكراسي المتحركة والمساند والأطراف وبقية الآلات التي يستعينون بها لمواجهة الحياة، ولا أريد أن أذكّر بأنهم يملكون قدرات لا يملكها الإنسان السوي .
أحد المكاتب لتيار في العراق، والمشهود له بمساندة هذه الشريحة، قدم لهم يد العون وإحتضنهم، وأقام لهم ثلاث مؤتمرات خاصة بهم، وأثنين بمنظمات المجتمع المدني، وكان حضورهم كبير جداً ومنبهرين من الجهة التي أقامت لهم تلك المؤتمرات، وخرجوا بنهاية كل مؤتمر بورقة عمل قدموها للحكومة في متطلباتهم، وتم إستلام تلك الورقة من قبل الممثل الخاص، الذي تم إستدعائهُ لحضور ذلك المؤتمر، ولكن لحد اليوم لم يلمسوا شيئاً يذكر سوى الوعود غير المتحققة، وهذا غبن لهذه الشريحة .
حضرت بالصدفة لأحد الورش التي أقامها لهم مكتب السيد الحكيم يوماً، وكانت هذه الورشة قبل يوم من المؤتمر، والتقى بهم وإستمع لكل مطاليبهم، وقال لهم إن المطاليب التي تنادون بها كثيرة، وبعضها لا يمكن تحقيقه! وبعض آخر ليس بضروري، وأنا أريد منكم أن تطرحوا عشرة مطالب ضرورية ممكن تحقيقها، افضل من عشرين مطلباً لا يمكن تحقيقها! من هنا أستدل بحكمة لا يمتلكها كثيرون على هذا الأمر تم التشاور مع اللجنة، وتدوين المطالب التي من الممكن تحقيقها، وتم لهم ذلك مع الوعود بتحقيقها، لكن أخفقت ولم تتحقق ليومنا هذا! مع حضور الممثل للأمين العام للأمم المتحدة !.
في كل دول العالم المتقدمة هذه الشريحة يتم الإعتناء بها وإحتضانها بشكل عجيب! ويتم توفير كل المستلزمات الضرورية لهم لتكملة حياتهم بشكل سلس، بل يتم تلبية طلباتهم والوصول لهم لبيوتهم! وتوفير فرص كلٌ حسب إمكانيته في العمل، ولا يتم دمجهم بعمل شاق إطلاقاً رأفةً بهم! وهذا ما لم يتوفر لهم بالعراق، فهل هم معوقين ويجب التخلص منهم؟ أم هم من ذوي الإحتياج الخاص! الذي من الملزم على الحكومة العراقية تلبية كل متطلباتهم، التي تساعدهم بشكل أو بآخر على التغلب على كل الصعوبات التي تواجههم .