استيقظ من نومه باكر ، لعلها بيضة الديك . كل جمهود المسرح صفق له. بتثاقله المعهود نهض من فراشه ثم فتح شرفة حجرته المطلة على بحر الحياة .
لم يشاهد إلا بضع طيور فموعد الدوام صار غالباً في وقت الضحى وأغلبها تنام الأن في عششها بعدما كانت لا تسكن ولا تعرف سوى بيوت الطين أو بيوت القماش التي تقوم على علمو في الوسط.
على كتفه وضع فوطه وذهب ليغتسل ، بدأ الاستحمام بماء دافئ واخذ يشطف جسده . كان يشاهد المار المار على جسده أسود اللون ففزع قلبه . أغلق صنبور الماء الدافئ ونظر إلى جسده . لا شئ !! فتح صنبور الماء البارد فقط وكان كل شئ كما العادة ، الماء هو الماء . لم يعر هذا الأمر هماً !
ارتدى ثيابه المعتاده وهو يهم بالخروج من حجرته توقف . فقد افتقد صوت أمه وهي تصيح بأعلى صوتها توقظه من موته. خرج ووقف على الرصيف الذي يعيش بجانب منزلهم. ينتظر صديقه الذي يذهب معه إلى كل مكان ، تشترك هذه الأمكنة بأن زيارتها لها هي المرة الأولى والأخيرة.
ها هو الأن ينتظر ، لم يتعود على الانتظار ، معتاد على أن يخرج من بيتهم مسرعاً ويجد صديقه ينتظره. اليوم هو من ينتظر صديقه.
رآه قادماً من بعيد فصد عنه لأنه قادم من جهة شروق الشمس . ركب وأغلق الباب ، لم يتفوه بكلمه ، أوصله زميله إلى مقر عمله . دخل المبنى ولم يتوقع أن المكان نائم ومتلحف بالهدوء ويشخر أيضاً بالسكون . أربكه هذا النائم فهو لم يتعود عليه.
ذهب إلى مكتبه ، وضع رأسه على الطاولة واغمض عينيه وبدأ يتذكر ذلك اللون الأسود الذي شطفه من على جسده.
تمت في : ٢٠٠٩