وعي الطفل بالموت

"بشكل عام ، مفهوم الموت وإدراك الوجود المحدود يتطوران تدريجياً لدى الطفل الى مرحلة النضج. يدرك الأطفال الصغار في عمر العامين ، حقيقة الوفاة - على سبيل المثال ، عندما يموت حيوان أليف لديهم أو عندما يعلمون بموت قريب او صديق للاسرة. بين ثلاث وست سنوات من العمر، يدرك الأطفال حقيقة أن والدتهم  و أبيهم عرضة للموت" (Kastenbaum ، 2000). في النهاية ، يدرك الأطفال أنهم , في الواقع ، لا يستطيعون الحفاظ على حياتهم  وانهم معرضين للموت .

في هذه المرحلة, مرحلة البلوغ تنقلب لديهم الموازين, فالعالم  الذي اعتقدوا أنه في الأصل دائم اصبح مقلوبا رأسا على عقب, فبزوغ فجر الوعي والخوف اللاحق بأنه يجب أن يموتوا لا يطاق ولذا تعلموا ان يقمعوا  الافكار التي تراودهم عن الموت، و بغض النظر عن وقت حدوث الوعي بهذا الاكتشاف "الخوف من الموت" ، فإنه في الحقيقة يدمر بشكل فعال وهم الطفل بالاكتفاء الذاتي, على الرغم من أن الدفاعات  وجدت كألية تطورية لمنع الوعي بالموت من الوعي ، إلا أن مخاوف الأطفال يتم الحفاظ عليها مشفرة بالكامل في اللاوعي. بعد ذلك ، يستمر الخوف المكبوت من الموت في التأثير السلبي وبشكل كبير على الحياة الشخصية للطفل النامي ، ثم على البالغين لاحقا.

مقتبس من مقال الاكاديمي Robert W Firestone Ph.D. بعنوان "توتر او قلق الموت" والكتاب يستعرض كيف اننا مزودين بطاقة عقلية تطورية تساعدنا في طفولتنا بكبت كل الافكار التي تدفعنا الى التفكير في الموت, لكن يرى ان الاباء والمحيط المجتمعي والتعليمي  يعمل بكل جهد لتعليم وتلقين الاطفال دروسا عن الموت  وربما يبتكرون قصص مرعبة عنه, ويا للاسف ونحن نقوم بذلك فاننا ندمر فيهم تصوراتهم  الفرائحية  التي يحاولون خلقها  وتذكرها دائما عن الحياة وجمالها  كوسيلة للهروب من فكرة وكابوس الموت المقلق جدا لهم خاصة في مقتبل اعمارهم..

د.سالم موسى القحطاني