اللغة العربية هي لغة العالم الإسلامي من جزيرة العرب إلى الأندلس،ومنها إلى الصين، وحينما استوطن العرب دولة الهند دخلت معهم هذه اللغة الفصيحة الهند.ومع انتشار الإسلام انتشرت اللغة العربية والعلوم الدينية في نواحيها ،لا سيما في المليبار، واعتنى بها المسلمون كلّ العناية في جميع مراحل التعليم والتربية، في المدارس والمساجد والكليات والجامعات.
أولا استهل المسلمون الكتاتيب لتعليم القرآن والتعاليم الدينية واللغة للأطفال والحلقات الدراسية في المساجد، حتى أصبحت المساجد أهمّ مراكز للتعليم الديني والتربية الإنسانية.وسميت هذه بالدروس المسجدية.
ومما لا مشاحة فيه،أن الدروس المسجدية ساعدت في نشر اللغة العربية طوال كيرلا.حتى تمهّر منها جهابذة العلماء الذين ذاع صيتهم في الآفاق وسار ذكرهم في الأمصار.ومن أشهر دروسها 'فنان' تسمى ب"مكة مليبار" هي صارت مركزا كبيرا في ولاية كيرلا للدروس الإسلامية ودراسة اللغة العربية.
وفي أواسط القرن العشرين حدثت بعض التطورات في التعليم الديني بأيدي بعض المصلحين مثل الشيخ السيد شاللاكت كنج أحمد الحاج(م 1338 ه /1918 م)، الذي اعتبر بتعليم صغار التلاميذ اللغة العربية في جميع مدارسهم ولغة مليالم لغتهم الأم في وقت واحد، وهذه المدارس تحولت بعدها من الدروس المسجدية إلى أن سميت بالكليات فيما بعد.
*الكليات العربية المشهورة*
حاليا، توجد هناك في ولاية كيرلا نحو مائة كلية عربية، فمنها كليات أقرتها الجامعات والحكومة وكليات غير معترف بها، وبعض الكليات المعترف بها تكلف الحكومة برواتب الأساتذة، وأما الكليات غير المقرر بها تنسب إلى جمعيات العلماء والجماعة الإسلامية وجمعية العلماء لعموم كيرلا، وندوة المجاهدين، ومنها غير منسوب إلى أي حزب من الأحزاب.
ومن أقدم الكليات منها كلية دار العلوم بوازكات، ومنشؤها من درس مسجدي ثم تطورت وارتفعت إلى مستوى كلية. وفي أواخر الثلاثينات في القرن العشرين للميلاد قام أبو صالح أحمد علي الأزهري بٱنشاء كلية عربية المسماة بروضة العلوم سنة 1942 م في آنكيم قريب من منجيري، وفي سنة1947 نقلت من منجيري إلى فاروق.حتى ازدهرت وارتفعت بجوارها كلية فاروق للعلوم والفنون، والمعاهد العلمية الآخرة.
ومن الكليات القديمة كلية مدينة العلوم بفولكل التي أسست سنة 1947 م، وكلية سلم السلام عام 1944 م. ومن المراكز العلمية ذات الشأن مركز دار النجاة الإسلامية بكرواركند. وكذا كلية أنوار الإسلام بكنيل في مالابرم. ومن الكليات العربية كلية أنصار الإسلام بولونور، وكلية دار الإرشاد ببارال وما إليها.
*كليات غير مقررة المعروفة في ربوع المليبار*
هي كليات مستقلة في كيرلا يقوم بمصالحها وٱدارتها لجان خاصة، ومنها المنسوبة إلى السلفيين أو جمعية العلماء او ندوة العلماء.ومنها الجامعة الندوية بأدونا وكلية المجاهدين بفارالي وكلية بستان العلوم وغيرها.
*الكليات المنسوبة إلى جمعيات أهل السنة والجماعة*
الجامعة النورية بفيضاباد وخريجوها يخدمون الأمة مدرسين ودعاة. وجامعة دار الهدى الإسلامية التي تقع في ولاية كيرلا تعد مؤسسة سباقة في التعليم العالي.إذ توفر مناهج دراسية تمزج ما بين الدراسات الدينية والمادية.وهناك ما يزيد على عشرين في ولاية كيرلا ككليات تابعة لها وفي ولاية مهاراسترا وآندرا برديش وبنغال الغربية وآسام وكرناتكا.
وهناك أيضا مركز الثقافة السنية بكالكوت ،والكلية الرحمانية بكدميري المشهورة بحسن منهجها ومهارة طلبتها.
فأما مركز التربية الإسلامية بفالانجيري لها هيئة علمية تعتبر كجامعة وتنتسب إليها ٣٤ كلية اسلامية في مختلف أرجاء ولاية كيرلا.
*وضع اللغة العربية في الجامعات المختلفة*
وهكذا تعتبر اللغة العربية بإهتمام بالغ يليق بها من قبل الطلبة والمسئولين.حتى صارت بمثابة لغة ثانية. إضافة إلى كونها موضوع الدراسة التخصصية في مراحل البكالوريوس والماجستير.
أخيرا، كما يشير إليه بالبنان ويعرفه كل قاص ودان ، أن هذه المراكز العلمية لأنجبت عباقرة العلماء والفحول المهرة والجهابذة من الأدباء والكتاب الذين نشروا الدين وأعلوا كلمة الله العليا.كفى بنا فخرا، أن الأمة تترقى يوما فيوما بجهود هؤلاء العلماء المخلصين الذين يواصلون الليل بالنهار لنشر الدين والعلم وما عندهم من المواهب والقدرات.