Image title

د. علي بانافع 

     جزى الله خيرًا الأخ والصديق العزيز وزميل المهنة الذي ذَكَرَنِيِّ بأن غداً 2020/10/5 هو يوم المعلم العالمي، عن نفسي أنا ضد فكرة التعليم عن بُعد وشرح الدروس عبر الإنترنت أو وسائل التواصل -أصلاً- لأنه حقيقة لا يوجد تقدير للمعلمين، المجتمع بكل أطيافه تهجم عليهم وكأنهم نصابين أو مجرمين أو فاسدين، مجتمع كهذا لازم يحتاس شوي لكي يلاقي من يوجهه للصح!!

     الحقيقة هناك معلمين -والله لا اعرفهم ولا اعرف أسمائهم- استغلوا فترة التعليق ثم الحظر العام الدراسي الماضي بسبب جائحة كورونا؛ وشرحوا المقررات "بث مباشر" عبر وسائل التواصل كمساعدة للطلاب وعدم تضييع للوقت، ثم أتوا المعلمين راجعين بعدما أقرت الوزارة مشروع التعليم عن بُعد في العام الدراسي الجديد 1442هـ، يشرحوا المقررات عبر منصة التيمز "بث مباشر". ادخلوا حضراتكم على الدردشات في التميز وشاهدوا تعليقات بعض الطلاب المفروض أنهم متربين  أحسن تربية!!

    التعليم عن بُعد فرصة لكل أُسرة تعرف أولادها على حقيقتهم وهم يعرفونها لكن لا يريدون أن يعترفوا بها، الحقيقة أن التعليم عن بُعد أظهر عينة من المعلمين -حسب كلامهم- ليس لديهم ضمير، وعينة من الطلاب -حسب كلامهم أيضاً- متربين أحسن تربية، فرصة يشاهدوا بأُم أعينهم نتيجة براعتهم العالية في التربية، فرصة لكي يعرفوا ويقدروا جهد المعلمين المبذول في المدارس، ولا نريد اعترافًا منهم بفضل وهو عملنا لأننا نعرف -مسبقًا- انه مهما حصل لا أحد في المجتمع يعترف بفضل يُذكر لا للمعلم ولا للمدرسة، إن كان لجائحة كورونا فضل؛ ففضلها أنها فضحتهم وفضحت تربيتهم أمام أنفسهم وأمام أولادهم وأمام المجتمع بأسره، عموماً الجائحة ستعدي وستنتهي لكننا لن نتفق على شيء!!

   أقولها بصراحة وفي قراءة استشرافية بعد انفراج الجائحة -وأرجو من الله تعالى أن تكون قريبة وأن لا تطول أكثر من ذلك- سيظهر لكم أكثر الناس توارياً عن الأنظار على أنهم أبطال المرحلة؛ فيما أبطالها الحقيقيون لن يظهروا لكم مطلقاً، لأنهم إما ماتوا وإما مرضوا وإما هُمشوا، واعلموا بأن أكثر الناس جعجعة بالعطاء أقلهم عطاءً "قولاً وفعلاً وتقريرًا"، وشتان ما بين عمل صالح حقيقي خفي وبين عمل لا وجود له مع ضجة دعائية، كان الصالحون يصنعون صنائع المعروف ويكتمونها خشية الوقوع في الرياء -وهو من محبطات العمل الصالح- كانوا يغيثون الملهوف ويأبون أن يتحدثوا بذلك مطلقًا، خشية أن يؤذوا من أغاثوا لأن الأذى من محبطات العمل الصالح، كانوا يتصدقون على الفقراء ويطعمون الجياع ويسقون الظمآى ويكسون العراة، ويسعون على الأرامل والمطلقات ويكفلون الأيتام، ويسعون في حاجات الناس ويتفقدون المرضى ويعودونهم من دون أن يعلم بهم أحد خشية المن والاذى والرياء، وهذه كلها من محبطات العمل الصالح، أما اليوم فهناك من لا يصنع معروفًا ويدعي صناعته، بل ويُثنى عليه خيرًا على أساس ما لم يصنع بتاتًا.

     نحن المعلمون نتوجه إلى الله بالدعاء كي يقوي أبداننا وقلوبنا وعقولنا، إنه القوي لا قوي غيره، اللهم أنت القوي فقونا🤲