م

أكتب ما أشعر به، وأحاول أن أكون صوتًا لأولئك الذين لا يجدون الكلمات، بين الحنين والتأمل، أجد في الكتابة وسيلة للتعبير عن مشاعري وأفكاري التي لا تُقال، حلمي أن أكون لغة الصامتين، وأن تصل كلماتي إلى من يشاركني نفس الألم والتساؤلات.

مدة القراءة: دقيقتين

ظلالٌ تتساقط

كان بين يديَّ شيء هش، بالكاد يُرى لكنه لي، كأنه ظلٌ لكرامة قديمة، لعبة بالية نفضتُ عنها الغبار لأشعر أنني ما زلت أملك شيئًا، كنت أراقبها كطفل يعيد ترتيب شظايا عالمه الصغير، محاولًا أن يصدق أن الكسور ليست نهاية الحكاية...لكن الرياح لا تحتاج إذنًا لتدخل، جاءت بلا مقدمات، تحمل معها شيئًا يشبه الدعوة لكنه يحمل في طياته طعنة، لم يكن هناك وقت للهروب، فالريح تعرف الأبواب المفتوحة، الكلمات سقطت كحجارة ثقيلة، تُجبرك على الانحناء حتى وإن قاومت...كان هناك ظل بجانبها ليس ظلًا عابرًا، بل ظلًا أعرفه جيدًا لكنه بدا غريبًا فجأة، كما لو أنه تقشر عن جلده الحقيقي، شعرتُ وكأن الأرض تحت قدمي ليست لي، وكأن كل وعد بالثبات كان كذبة... قالوا إن الخيار لي، لكن الخيارات التي تُرمى إليك كفخاخ لا تستحق اسمها، قلتُ "حسنًا"، وكان الصوت أشبه بانفجار داخلي، خافت لكنه مدمّر، شيء ما سقط في داخلي ولم أره يعود للسطح...لم يكن السقوط فجائيًا، بل أشبه بذوبان جليد قديم، قطرة فقطرة، حتى انهارت الكتلة الثقيلة بصمت، كأنني كنت أقف فوق جسر متهالك، وكل خطوة جديدة لم تكن تقدمًا بل اختبارًا آخر لتحمّل الانهيار، كنت أبحث عن شظية حقيقة بين الركام، شيء أقول: "هذه أنا"، لكن حتى الشظايا تبرأت مني... هناك خيانة لا تحتاج إلى كلمات، فقط نظرة عابرة أو صمت محسوب بعناية، ذلك الصمت كان أثقل من أي صراخ، شعرت به يتكاثر داخلي، يملأ تجاويف الصدر، يضغط على حنجرتي حتى اختنق كل احتمال للبوح... وحين سقط السؤال المعتاد: "ما بك؟"

كان سكينًا بلا نصل، لكنه مع ذلك جرحني، ما بي؟ حقًا؟ كأن الجواب يمكن احتواؤه في جملة، كأن الشقوق في الزجاج تعود مستقيمة إذا تجاهلتها...كنت أبتسم، لا كمن وجد السلام، بل كمن يعترف بالهزيمة، بعض الهزائم لا تأتي من المعارك، بل من الاستسلام لحقيقة أنك بلا سلاح منذ البداية...

"ظلالٌ تتساقط" 

مرمر

م
مريم الحجيرات

أكتب ما أشعر به، وأحاول أن أكون صوتًا لأولئك الذين لا يجدون الكلمات، بين الحنين والتأمل، أجد في الكتابة وسيلة للتعبير عن مشاعري وأفكاري التي لا تُقال، حلمي أن أكون لغة الصامتين، وأن تصل كلماتي إلى من يشاركني نفس الألم والتساؤلات.

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات