أثار الموقف دهشتي و استيائي و خوفي مع همتي..

# الموقف:

الأبناء الكبار ل/ الرجل النبيل اجتمعوا على ابنه الصغير و آذوه أشد الإذاء و حرموا أباهم من ابنه الصغير ..

و اتهم الأبناء الكبار أباهم " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين "

الجميع يعرف القصة لكن أعطوني انتباهكم لخمس دقائق..

سيدنا يعقوب كريم ابن كرماء إنه من يمكن أن نقول عنه الأب المثالي و المأوى المثالي لأي طفل ..

لكن رغم ذلك قد ابتلي في بعض أبناءه

فأغواهم الشيطان و تبعوا ..

فأساؤوا الى أبيهم و الكل يعرف القصة ..

لكن ما (ادهشني و اثار استيائي)

أنه بعد مرووور سنواااات طويله هؤولاء الأبناء كونوا أسرهم الخاصة زوجات و أبناء (أحفاد يعقوب عليه السلام)

وهذا ما دل عليه قول الأخوة عندما ارادوا أن يعودوا لمصر [ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا ] ..

وتمر الأحداث فيحثهم أباهم أن يذهبوا و يبحثوا عن يوسف [يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ]

طيب من سيبقى في المنزل مع يعقوب عليه السلام الرجل الكبير جدا في السن الذي أضناه الشوق و ألمه لأبنه يوسف ؟

زوجات الأبناء و الأحفاد صحيح ؟

طيب تمر الأحداث و يشاء الله أن يجلب السرور لقلب سيدنا يعقوب فقد آن الفرح أن يطرق بابه بعد طووووول عنا فأراد الله أن يخصه بكرامة من كرامات الفرح و أن يأذن لحواسه أن [تشم] راحة يوسف رغم أن أخوته لازالوا في بداية رحلة العوده من مصر الى كنعان حيث يعيش يعقوب عليه السلام عائدين بقميص يوسف إليه [وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ ]

ايش كان رد الحاااضرين (أحفاده و زوجاتهم) ؟

[ قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ]

ياااااا الله

الأبناء [ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين ]

الأحفاد [ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ]

سوء أدب مع أباهم تناقلته الأجيال فضلا عن كونه رسول الله لهم .. !!

ألا يثير الأمر الدهشة و الحزن و الخوف ؟

كيف أن الأبناء نسخة من أبائهم إلا ما رحم ربي ..

أما عن كيف أثار الأمر همتي ؟

علمتُ أن أبنائي ورقة بيضاء ستنسخ حواسهم أفعالي و أفكاري و ربما انفعالاتي لذا أعظم وسيلة لتربيتهم هي تربية نفسي أولا و أخيرا ..

كلام أقل و أفعال أكثر ..

لكن أيضا هم مسؤولون عن تصرفاتهم فقد يكون الأبناء في أشرف بيت كبيت رسول من رسل الله ورغم ذلك يختارون طريق الجاهلين بالله ..

و أذكر أنني كتب سابقاً عن يوسف و أباه يعقوب عليهما السلام :

*تأمل*

( في سورة يوسف )

???? قال يعقوب " ..إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) "

???? قال يوسف " ......إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)"

????قال يعقوب " .... وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)"

????قال يوسف " .. وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)"

???? قال يعقوب " إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) "

???? قال يوسف " ...إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)"

لطالما سألت عن سر ثبات يوسف في الشدائد وعدم تزعزه .. فأيقنت أنه ( الإيمان بالله) الذي تشرب *صدقه وحقيقته* من أباه *رغم أنه افترق عنه وهو صغير في السن*..

لا نعلم ما الذي تخفيه الدنيا لأبنائنا فهل لنا أن نترك لهم إرثا كإرث يعقوب ليوسف..؟!