أعتذر يا بنيتي إن لم وأكن أول من نسج سترة تحقيق أحلامك، ولم أشتري لك الفانوس السحري للآمال... الا أنني حاولت بكل مافي من قوة أن أسلحك بماهو أعظم وأقوى من ذلك وهو العلم والأدب ومخافة الله

فقد اكون قاسية عليك احيانا وقد كنت في لحظات ضعيفة أمام عيناك الا أنني كنت اقاوم بكل مافي من قوة حبك، لاقدر على بناء شخصية مستقلة قادرة على الاستمرار بوجودي وبعد موتي ..

لتكوني قادرة على المضي ومستقلة بقراراتك وتتحملين مسؤولية أحلامك وتحققيها وتنجزي مالم كنت تتوقعين يوما انك ستنجزيه

وستقدرين

فانا اثق بك واثق بتلك اللمعة بعينين طفلة في تحقيق الأفضل مما كنت أحلمه لك وتحلمين انت به

قد نختلف ونتخاصم قد تتمنين في يوما ما ان لا اكون أمك وتتمنين لو انني اختفي من حياتك لتقدري المضي كما ترغبين صدقيني لا اغضب ولن احزن بل ساتمنى لك الافضل دائما، والاجمل لك، لانك تستحقين ، تستحقين كل ماهو جميل وخير ورائع فأنت تحملين قلبي بين أضلعك الصغيرة وحبك لن يزول رغم الخصامات المتكررة ، فأنا اسعد جدا باننا نتخاصم لاني اعلم انك تبنين شخصية قوية غير مطيعه فقط... بل مطيعة بفهم ومعرفة ، تعرفين ما معنى المكاسب والمخاسر، وتعلمين الفرق بين طاعة الوالدين ، وطاعة الغير ...وان هناك حدود بالتعامل وقرارات قد تناسب الاخر ولاتناسب افراد عائلتك ....

فأنت القرار وأنت القوة مهما طال الزمن أو قصر وانت المستقبل لجيل جديد ومَثل لكل فتاة صغيرة تراك كل يوم من خلف نافذتها ، وانت تركضين نحو هدفك وحلمك بالتعليم والعمل والاخلاق وتطمح ان تكون مثلك ....

فكوني قدوة كما انت نفسك فانت تستحقين الضحك والمرح واللعب .. وإن خسرتي وفشلتي ..ستنهضي قوية كما عهدتك لانني لم اعلمك الفشل ولم تعتادي الا على النجاح فترغبي دائما بالتفوق والتقدم لاني ربيتك على الكرامة و عزة النفس والعطاء

اعتذر ان لم احقق لك احلامك ولكني يا بُنيتي قدمت لك عمري، فكنت جسر  لتمري الى حياتك الجديدة بقوة وبصبر وبحزم وارادة ......