هكذا وبلا مقدمات ، وبدون اي مبرر منطقي ، قررت ان اكتب ، دون ان تكون هناك فكرة من الاساس ، بل على العكس ، من المفترض ان اكون نائمًا قبل اربعة ساعات على الاقل ..
الحكاية بدأت عندما زرت احدى المدونات وقرأت احدى التدوينات ، والتي تتحدث عن " لاشيء " بشكل حرفي ، رجل اخذ القلم وقرر ان يكتب ، لن تجد اي شيء مفيد في كل التدوينة ، لكنك لن تستطيع ان تتوقف عن القراءة ، اظن انه سرق الفكرة من جورج كوستانزا عندما قرر ان يكتب مسلسلًا كوميديًا تدور احداثه عن " اللاشيء "
سنستسخف هذه الفكرة في البداية ، لكن لو توقفنا قليلًا وفكرنا بالامر سنجد ان هذ الامر منطقي نوعًا ما ، فجل ايامنا تدورحول " اللاشئ " اتحدث هنا عن الاشخاص العاديين ، غير المنجزين مثلي ، الذين لايحبون اعمالهم ، ويكرهون مدرائهم ،وتنفذ رواتبهم بعد ٤ ايام من بداية الشهر ، اولائك الاشخاص الذين يستمعون الى الشيلات في السر ثم يذمونها في العلن ،الاشخاص الذين يضعون روابط المقالات الاجنبية وهم يقرؤنها عبر مترجم قوقل ، نفس الاشخاص ذوي الكرش الكبير والمؤخرة المتدلية والوجه الشاحب ، الذين يضعون الماسكات في الحلاق ظنًا منهم ان هذا فقط ماكان ينقصهم ، الذين يؤجلون اعمالهم وحياتهم لان ال " لاشيء " لم يعطهم الفرصة لقضائها او الالتفات لها ..
وعلى سبيل الكلام سأتحدث عن نفسي مع اني احب الغموض قليلًا لا لشيء ، فأنا نكرة وسط هذا العالم ، لكني من المدرسةالقديمة ، التي تحترم الخصوصية والشاي والاب والام ، اعلم ان دفعتي تقترب من الانقراض لكنني متمسك بهم ، فهماصدقائي وشركائي في عللي النفسية وفقدان الثقة بالنفس ، وضعف الحجة وانعدام المنطق وكثرة النسيان وندرة المال وسبل البهجة ..
في صغري لبست الشماغ في الخامسة من عمري ظنًا مني انه سيوقف المهزلة في كوني خادمًا مطيعًا في بيت اخوالي ،لكن ماحدث هو العكس ، جعلوني اقوم بمهام اضافية لاني لبست الشماغ ودخلت مرحلة جديدة ، عشت جحيمًا اكرهه فيحينه واحبه الآن ، لانه كوّن هويتي بشكل او بآخر ، وجعلني ما انا عليه الآن ، اظن ان الشخصية تتكون من بدايات الوعي في الطفولة ، فكل المؤثرات تشكلنا وتؤثر علينا الى ان نكبر لنختار الفشل بمحض ارادتنا ، لذلك اظن ان الناجحين عاشو في بيئات مسمومة ، لا اعلم نوعيتها لكني اعلم اني لا اريد ان ان اكون طرفًا فيها ، ولا اريد حتى ان اتخيلها ، لاني بطبعي لا احب افلام الرعب بالمجمل ..
آسف الوقت يداهمني ، بان الفجر وحان وقت العمل والانجاز ، وجاء وقتي المعتاد للاختباء من هذا الكابوس ..
- قد يتبع