يؤسفني ويؤلمني كثيرا حين أرى بلاد العرب تتغنى بشعارات العدل و المساواة و السلام و تدعي اعتناق الإسلام في حين الأفعال لا توحي بهذا أبدا فقد انتشرت صور الركود و العزوف عن الإسهام في البناء و التقدم و التنمية و حين يسأل المواطن العربي عن سبب انعدام مساهمته و مبادرته في إخراج بلده من القاع الذي عمرت فيه تراه يحمل المسؤول لوحده هذا السؤال.. و يؤلمني أن أرى في بلدي تلامذة يعيشون في حالات يرثى لها رثاء يتم إقصائهم من امتحانات مصيرية فقط لتأخرهم دقيقتين تحت شعار القانون فوق الجميع و نظرا للنظرة القاصرة حول توزيع الجغرافيا غير العادل معاذ الله فمن يعيش ب "الباهية" مثلا يحق له الاستخفاف و الاستهزاء و لا يحاسب على هذا ولا يقال له "القانون فوق الجميع" فقط لأنه بلغ منصبا .. و هو على حق طبعا لأن لا أحد يعاتبه و إن تم عتابه سيحاسب حسابا عسيرا بمنشورات فيسبوكية لمدة أسبوع أو يومين ثم سينسى أمره .. هذا هو الحال عندنا و هذه هي وطنيتنا و هذه هي حقوقنا تهضم أمامنا و و ضمائرنا نائمة حتى تكاد إنسانيتنا تندثر .. حين تطلع على مواقع التواصل الإجتماعي تجد الكل صالح و يؤدي واجبه و يسب الفاسدين و الكل يطالب بالحق و تحقيق العدل ..من إذا يدفع عجلة الفساد في البلاد؟ و يأكل الرشوة و يتعاطى المخدرات من يغتصب النساء و الأطفال و حتى الحيوانات و من يسلب حقوق غيره؟ و من ينشر الحسد و البغضاء؟، من؟! و من يميز الصحراء عن الباهية؟ هل هو حقا ذاك الوزير أم أنتم من جعلتموه يتكلم هكذا؟! لأنه ببساطة اختفى الحس بالوطنية و الحس بالمسؤولية و الحس بأنني أنا من يجب أن أبادر إن لم أبدأ بذاتي لا يمكن أن يحصل التغيير أبدا 

يتبع ..

هنانو منال