هل سألت نفسك يومًا إذا كانت تقع الحيوانات في الحب أم لا، الإجابة نعم فالحيوانات لديها طرق خاصة لمغازلة المحبوب بعيدًا عن موسم التزاوج ويعبر الذكر عن الحب بطرق مختلفة مثل بناء العش لمحبوبته أو توفير الطعام.
الحب كلمة رقيقة تصف المشاعر الكامنة للكائنات، وتعبر عن ميل تجاه شخص أو شىء، وهذا الميل غالباً ما يكون مرتبطاً برغبة الإقتراب منه.، ويصفونه بأنه سر غامض فى محاولة لإضفاء قدسية عليه، أو لعدم كشف أغوار النفس وفضحها، وما يكمن خلف الحب، لأن ذلك يجرد الحب من الهالة الضخمة، التى نُسجت حوله على مر القرون والأزمان. فمن لديه الشجاعة أن يعلن لمن يرتبط بها أن الحب وهم كبير، وأن ما يشعر به تجاهها، أو تشعر به تجاهه، إنما هو وهم صنعاه وعاشا فيه معاً؟! ومن لديه الشجاعة أن يخبر أمه أنها تحبه بدافع من أنانيتها، لأنه إمتداد لها؟! ومن لديه الشجاعة أن يعلن ذلك كتفسير لكل علاقات الحب المدعاه من قبله أو من قبل الأخرين؟! .
أنت شخص متفوق بالقدرة على الحب، اعتبر ذلك موهبة وعطيّة وحاول النظر إلى نفسك من الجانب الإيجابي. تفهّم أن غضبك وقلقك يرافقان شعورك بالحب، لأنك لا تتلقى استقبالاً وردّاً مُرضياً لك من قبل الشريك، وقد تكون أنت ذاتك أحد أسباب هذا النقص في الاستقبال؛ لأنك تغمر شريكك بالمودة وتجعله خائفاً من عجزه على مبادلتك بالمثل، لذا.. حاول كسر هذه الحلقة باكتشاف هذا الخلل من قبلكما أنت وشريكك معاً. قد لا يمكنك بالفعل ضبط نفسك والتحكم بعقلك أو أفكارك (لأن الفكرة تسبق العاطفة في التأثير على السلوك)؛ لكن عند شعورك بالقلق والخوف استمع إلى الروايات التي يولدها عقلك وأخبر نفسك بأن هذه الروايات ليست حقيقية حتى لو استغرق هذا منك بعض الوقت. ابحث عن الأمان الذي تحتاجه في العلاقة التي لديك أثناء تقدمك الروحي وتأملك المستمر، ويمكنك دعوة شريكك للانضمام إليك في ذلك. اليأس قد يكون نوعاً من العلاج أيضاً، وفي كثير من الأحيان يستتبع هذا الحزن والوحدة، لكن في النهاية.. إصرارك سيجعلك تتغلب عليه .
فحين قرر “شارلي شابلن” الزواج من “أونا” التي تصغره بـ 30 سنة قال لها : “تزوجيني لأعلمكِ كيف تعيشين ، وتعلميني كيف أموت” قالت له: ” لا يا شارلي ، سأتزوجك لتعلمني كيف النضوج وأعلمك كيف تبقى شاب حتى النهاية ” !كان زواجاً رائعاً وأنجبا 8 أطفال ، وعاشا معاً حتى وفاة “شارلي” عن عمر 88 سنة !!
وعندما تقارن بشدة ، الشهادة و المستوى الاجتماعي و المادي و العمر و الجمال الخارجي قبل الإرتباط ، أنت تختار العيش العقلي أكثر من عيش رسالة محبة. وهذا اختيار محترم أيضاً لتجربتك دون شك وفق نظام معتقداتك ولا يمكن وصفه بالخاطيء .
و ليس من الحكمة أن تقدم على هكذا مستوى روحي من العلاقات و في داخلك مشاعر الحرمان و الحاجة أو اليأس أو الغرور ، لأنك تندم و تعاني. وهذا أيضاً اختيار ، و لكن كن واضحاً مع نفسك .معظم البشرية يشكون من ندرة الحب و فشلهم في ذلك ، لأنهم يعيشون مساومات عقلية في الواقع ، والمحظوظ هو من يكون عقله متساهلاً في تعطيل ذاته في أطول فترة ممكنة لإستشعار الحب . بغير ذلك الحب متعطل و قد يكون عشرة طويلة بين الأشخاص فقط و تتسم بنوع من الملل .
أكيد من الصعب استيعاب هذا النوع من الحب. راقبوا نوعيات حب الأم أو الأب لطفلهم ، أنهم دون وعي قد يعطلون منطق عقلهم تجاه طفلهم و يحبون و يعملون أي شيء و يؤمنون بهم و ليس لديهم شروط لمحبتهم . لكن أيضاً هناك من لديه شروط و هو أن يكون ذكي أو عاقل أو مرتب أو أفضل من الأطفال الآخرين ، وبذلك يغضبون من أطفالهم بسبب المقارنة. هنا مثال لشعور الحب المطلق و لكن بتعطيل العقل .
تؤكد نظريات علم النفس على مدى أهمية الحب في حياة الإنسان، وأنه احتياج إنساني لا غنى عنه، فهو السبيل في الوصول لحالة من التوازن النفسي، فالحب يكون بمثابة الدرع الواقي من متاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب، لذلك تعددت أنواع الحب .
ويشير د.محمد هانى استشاري الصحة النفسية إلى أهمية حب الآخرين مستشهدا بحديث النبي " مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى"، ويؤكد أن الهدف من خلق الإنسان هو المحبة ونشرها على الأرض.
الحب بين الرجل والمرأة:
يقول الدكتور طارق الحبيب، استشاري الطب النفسي، إن الحب بين الرجل والمرأة له أنواع متعددة، مؤكدا أن الإنسان لا يختار نوع الحب إنما النوع هو من يختاره، ومن ثم يتهم محبوبته دائما بالتقصير، وهو لا يدري أن كل منهم يحب ولكن بطريقته، ومنها؛ الحب الرومانسي أو غير الناضج ويسمى أيضا بالعشق، وهو الذي يقوم بالاعتماد على الأبعاد الجسدية بالتركيز على شكل ومظهر المحبوب كعينيه، ابتسامته، جسمه، ويحدث بشكل أساسي بين المراهقين أو غير الناضجين، وأيضا الحب الناضج الذي يقوم على المعاني والمبادئ وهي حالة عقلية لها العديد من الانفعالات، ويركز فيها المحب على طريقة التفكير والتعامل.
وهناك أيضا حب لعوب يقترب فيه المحب من محبوبته، وعندما تقترب منه يبتعد، وهناك الكثير يعيش هذا اللون من الحب، وهناك الحب الروحاني الذي يعتمد بشكل أساسي على الهيام، وفي هذه العلاقة تكون حالة المحب مغردة، تلامس السماء وترفعه عن بقعة الأرض الذي يعيش عليها، ويريد أن يترجم هذا الحب إلى محبوبه بأفعال وأقوال عدة، ولأن متطلبات الحب الروحاني عائمة يحدث التصادم والعتاب الدائم.
وللحديث بقية فتابعونى...