جلس فائز السراج فخورا بحكومة الوفاق الوطني أمام الأمم المتحدة
نعم.. وكيف لا يجلس فائز السراج في كلمة أمام الدورة الخامسة والسبعون الجمعية العامة للأمم المتحدة والوصول لحل سياسي للازمة الليبية عن طريق الاتفاق السياسي ومخرجات الصخيرات والبناء عليها والمسار الأممي وفقا لقرارات مجلس الأمن بالحالة الليبية.
ولكن السراج لم يكن في الركن المشرف مع تحالف وبرم اتفاقيات ومعاهدات خارجية مع تركيا وقطر وجلب القوى الخارجية إلى البلاد ومساندة المليشيات المسلحة التي تحوم حول العاصمة الليبية طرابلس والنقمة الشعبية الليبية التي تحيط بحكومة الوفاق الوطني داخل ليبيا.. فلم يقف فخورا أمام الشعب الليبي بل وقف على أنقاض النقمة الشعبية الداخلية.
وربما يكون السراج الحالة الفريدة التي تسدد على التزام حكومة الوفاق لدعم حقوق المواطنين في التعبير السلمي والتي لن تسمح بأي محاولة لقمعهم بالقوة كخطوة تاريخية موجعة لكل إنسان ليبي يعبر عن سخطه على ما يجري في العاصمة الليبية طرابلس من سياسات مكلله بالفساد والخراب والدمار والقتل والتشريد.
ولكن استند السراج على دعم قوي من المجتمع الدولي في إنجاح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انتظرها طويلا كل المؤمنين بالدولة الوطنية ودولة المؤسسات في الأجواء التي تحيط بليبيا الفساد الاقتصادي والاختلاسات والأموال المهربة إلى خارج ليبيا.
حكومة الوفاق الوطني مثلها مثل أي حكومة سبقتها وما سيلحقها من تقاعس والتي اليوم تحميل اللوم على من أراد ومازال يسعى لتقويض كل هذه الطموحات التي دفع الليبيون من اجلها تضحيات جسام، ونحن كنا ننظر إلى الحكومة خلاف ذلك القول بغضب على عدم ترابط الليبيون مع بعضهم البعض من اجل إنهاء الأزمة الليبية ودعم جهود الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد إلى سلامة المجتمع الليبي.
لا سبيل للوصول إلى السلطة الليبية وحكم البلاد بالقوة بدون حكم القانون والدستور الليبي، مشهدا سياسيا مؤلما وصادما عندما نتحدث جزافا هكذا عن أقطاب سياسية متنازعة على السلطة والثورة والسلاح الليبي.
وكان الأمر أكثر إيلاما عندما تمر بليبيا مرحلة انتقالية ونجاحها في اتحاد كامل بين الأقطاب السياسية المتنازعة في بناء دولة ديمقراطية دستورية مدنية يتم فيها التداول السلمي على السلطات الثلاثة واحترام القانون والدستور الليبي.
وربما تكون ليبيا اليوم ضعيفة أثخنتها جراح الصراعات الخارجية على مقدرات الدولة الليبية والمؤامرات التي تطبخ لها في كواليس الغرف الإقليمية والدولية والصراعات الداخلية بين قوى الشرق والغرب وفي العواصم العربية والأجنبية، إلا أن إرادة الشعب الليبي أقوى من ذلك التأمر في استرجاع ليبيا إلى المجتمع الدولي.
وربما أن الشعب الليبي ليس في أفضل الأحول في ضل حكومة الوفاق الوطني ومع كثرة المبادرات الإقليمية والدولية لحل الأزمة الليبية، إلا أن الشعب سوف يرى النور بعد طوال النفق المظلم والرجوع إلى مائدة المفاوضات الليبي - الليبي داخل الوطن.
هذا الشعب الليبي يمتلك من الصبر والقوى والإرادة ما لم كان يتوقعه الكثير من الساسة الليبية لأنه اثبت للعالم اجمع انه قد قام بثورة شعبية لم يكن النظام السابق أن يحلم بحدوثها، ما بالك ملف الحوار وترغب في الحوار للوصول إلى حل يرضي كافة الليبيين جميعا.
بقلم / رمزي حليم مفراكس