مكتوف الأيدي تماماً ، مطبقاً على نفسك ، يهجم الحزن عليك بكل ما أوتيَّ من قوة ، ينهشُك بِنهم ، لا تدري كيف تواجه أو على الأقل تقاوم .
تنهار ، تتكالب عليك كل ما أخفيت وما أنكرت من مواقف شرخت بِك شيئاً ، لم ينزف وقتها ، ولم يندمل ، بقي بين بين . تسأل نفسك بإلحاح ،لتصل لِمَّ أوصلك لهذا النتيجة الآن ، لا تعرف أيّ إجابة الخروج بشجاعة لتعلل .
تتذكر أُناس ، أشخاص ، مواقف ، ذكريات ، أيام ، لحظات..
أناس هجرتهم وخذلتهم بدون قصد ، أشخاصٌ أحبطوا كُلّ أملٍ كان من الممكن أن يكبر فيك ، مواقفٌ كثر تأتي دفعة واحدة ل الذاكرة ، هنا هُزمت وهنا كُسرت ، هُنا فقدت شغف ، وهناك أمنية وحلم ، وببعضها نُسيت وهُجرت . ذكرياتُ حبٍ وود ذهبت ولن تعود ، ذكريات أُنْس وسعادة يصعب تكرراها أبداً ، أيامٌ صمت فيها ولم تقل ما يؤذيك ، أيامٌ لم تُسئل بها عن روحك ، أيامٌ تجاهلك بها من أحببت ، أيامٌ كنت بها كأوراق الخريف على الأرصفة تتقلب .
لحظات كُسر بها كل جميلٍ عايشته ، كل حلم وكل أمنية أيقنت وقتها أنها لعوالمٍ موازية ، لحظات ضعف استجمعت بها نفسك أمامهم وتركت نفسك خلف الستار تتهاوى دون أن تمدَ يدك لنفسك.
لتسأل نفسك لِمَّ الآن ؟ ولا تدري لسؤالك إجابة.
تشفقُ على نفسك ، تضمها الآن ، تواسيها ، وتقول لها لا بأس ، إدلي بدلوك ، اصنعي ما يحلو لكِ !