عندما أنتهيت من المرحلة الثانوية ، كنت أمام معركة أخرى و هي اختيار التخصص الجامعي ، و بما أن نسبتي المئوية لم تؤهلني للكلية التي كانت بالمقام الأول سنينَ طوال ، كنت قد وضعت أخرى كخطة ب ، و كانت هذه الخطوة خطوة سلام بالنسبة لي ، حيث لم أقف دقائق حزن طويلة ، سمحتُ لنفسي عندما وُضعت نقطة بديلة بامتلاك المرونة و تقبُّل ما أنا مقبلة عليه .

نحن كثيرًا ما نستطيع أن نتفوه بتلك الكلمات :"قضاء و قدر" ، بينما نجهل تمامًا تطبيق معناها ، و تجسيد الرضا الكامل عن هذا القضاء و القَدر النازل بنا ، هناك العديد من الدورات و أُبتكرت الكثير من الحلول حول تخطي لحظات اليأس المؤقتة ، و لكن يبدأ الحل دائمًا من داخل النفس ، و بالإذن الشخصي فقط ، يقول مصطفى صادق الرافعي في كتابه وحي القلم :
مصطفى صادق الرافعي

“إذا استقبلتَ العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع،
وحقائق الهموم تصغر وتضيق،
وأدركت أن دنياك إن ضاقت فأنت الضيق لا هي.”


نحن من نعقّد الأمور و نحن من نهوّنها ، الحياة مليئة بالفرص الجديدة ، و أن العمر لا يقف على شيء ، فأصدق جهاد هو قدرتك على أن تُبقي هذا القلب مفعمًا بالحيوية ، و صالحًا للحياة بعد كل تلك المفاجآت و العثرات و الإنكسارات ، و ختامُا .. نختم بقول إبراهيم طوفان الأخّاذ ، قول مليء بالإصباح و الإشراق : (الآن ، سيبدأ كل شيء من جديد ، عندما يبزغ نور الصباح غدًا ، سنقول كلمة مقاومة عنيدة في سبيل الحياة ، من جديد ! من جديد ! ، والله يأخذ بيد من يبدأون من جديد ).