تكدرت من أولئك الذين ظنوا أنهم الأصدق والأقرب إلى الله منك، من وضعوا جهنم في جميع أنحاءك؛ اقتربت منها، فأصبحت في يمينك، وما أن خطوت خطوة واحدة حتى باتت في يسارك!

     لا تكترث، منذ هذه اللحظة أنت سيد نفسك، هديك وصلاحك هو خيارك، فدعني اجمل لك شيء ... اعرف فقط من هو "الله"، وتمسك بأسمائه جيدًا، وعش لحظة صدق معه، ستجده مضيئً في قلبك، فلا تدخل في سراديب أنت غير أهل للخروج والسلامة منها، صل إلى قناعة تكن هي كل صدقك واجتهادك. والزم المكان، فقد يكون الرحيل إلى مواطن أخرى تبتغي فيها علمًا يوصلك إليه، هو نفسه من يرجعك لمراحل كنت تخطيتها من قبل.

      لم يعد الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان الذي أنار فيها العالم دينك، أنه هجر المساجد حتى أصبحت دور عادة لا عبادة، ومتاريسًا للمجرمين. ستجد حكامًا يستترون به، وستجده في أحاديث الدجّالين، وسيتوارث رجال الدين حفظ نصوصه، حتى يظنوا أنهم (ظل الله في الأرض) ... سيتوسط معارك الجهلاء والملحدين، ولن يتصدى لهم عالم فذ. ستتوه حتمًا حتى تتسأل أين هو الحق، سيعلو الضجيج بداخلك، وستفقد الواجهة التي ظننت يومًا أنها واجهتك. لذلك اترك عنك ضجيج هذا العالم وسطحيته المنمقة. واستقم، وسر!