أَيُّها الصوفي، لدي زاوية ايضًا ألوذ إليها، قد تختلف كثيرًا عن زاويتك، لكنها لا تقل أهميةً عنها.

    لا أعلم ماذا تصنع في خلوتك، ولكنني أدرك تمامًا أنها لك ملاذًا ايضًا ... ملاذًا من جميع أهوال هذه الحياة، التي لم نعرف الخلاص منها، وأصبح يكفي منا أن نذهب إلى خلواتنا، كي نهرب من الجميع ومن أنفسنا!

      أختلف عنك في شيء "فريد" ... نعم يستحق أن أطلق عليه ذلك، فندرةً ما وجدته، وبالنسبة لي يحتاج إلى مهارة عظيمة في تحقيقه والوصول إليه.

    فنعم كثر المحدثون ...

    وكثر أصحاب اللحى ...

    وكثر سواد النساء ...

     ولكن قليلاً من انطلقت منهم تلك الشرارة ... شرارة الاحياء والتعمير لأمة قدر لها الشهود.

      أدرك أنني لست من فضائل الناس، ولم أذم قط فضائل المتدينين، ولكنني أحاول في خلوتي؛ وانا أحدث واجادل نفسي، بإن اصنع بداخلي "قلبًا محمدي".

     أدرك جيدًا مدى صعوبة تحقيق ذلك، إلا انني أحب الله، وهذا الحب لم يذهب سدى، سيحدث اثرًا يذكر، حتى إن كان في قلب طفل صغير عابر.