تتفاخر الصحف و المواقع الإسرائيلية و الأمريكية عن السلام الإسرائيلي العربي و التطبيع مع بعض الدول العربية و يؤكدون أنها مجرد بداية لسلسة من اتفاقيات السلام و التطبيع مع الدول العربية بالمنطقة بدأت مؤخرا بالتطبيع وإتفاقية سلام إسرائيلي إماراتى و تلاها إتفاقية سلام مع دولة البحرين و ستوقع الإتفاقيات فى منتصف سبتمبر الجارى والمعلن من الأطراف العربية الساعيه للسلام إنه يخدم القضية الفلسطينية ويعزز المصالح الإقتصادية والتجارية والسياسية بما يعود بالمصلحة للأطراف جميعها .

بداية السلام

بدأ السلام مع دولة إسرائيل المحتلة مع مصر بإتفاقية كامب ديفيد لكن هذه الإتفاقية كانت من الضرورة بمكان لعودة الأرض المصرية المحتلة بعد حرب دامت لسنوات بين مصر و إسرائيل إنتهت بحرب السادس من أكتوبر 1973 وكانت المفاوضات نتيجة طبيعية لنهاية الحرب ووضع إطار لعودة الأراضى المحتلة وإنهاء حالة الصراع و عدم تكرارها و نجحت مصر فى عودة أراضيها و حاولت أن يكون للسلطة الفلسطينية موضع قدم فى المفاوضات و الخروج بمكاسب للقضية الفلسطينية لولا رفض القيادات الفلسطينية آنذاك التفاوض بإيعاذ من الدول العربية الرافضة للسلام ولولا هذا الرفض للمفاوضات التى كانت من موضع قوة لكانت السلطة الفلسطينية خرجت بمكاسب كانت تسعى لها مصر سعى حقيقى خصوصا أن قرار مجلس الأمن رقم 338 الخاص بوقف العمليات الحربية بين إسرائيل والدول العربية فى أكتوبر 73 كان ينص على تنفيذ قرار 242 بجميع أجزاءه والتى تنص على سحب القوات الإسرائيلية من الأراضى التى أحتلتها عام 67 و منها القدس الشرقية .

السلام الإسرائيلى الفلسطينى

بعد أن أدركت الحركات والفصائل الفلسطينية بقيادة فتح " ياسر عرفات "  أن الصراع الفلسطينى الأسرائيلى أخذ منحى آخر بعد إنتهاء فترة الحرب و أن الصراع المسلح شبه تراجع مع الدول العربية وبرعاية الأمريكان بدأت محادثات السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيلين لكن بعد فوات الأوان بعد أن فقد الفلسطينيون ميزة البداية من منطلق قوة مع مصر .

بدأت المفاوضات فى تسعينيات القرن الماضى بعد حرب الخليج وكل ما نتج عنها اعتراف بما يسمى السلطة الفلسطينية لكن ظلت سلطة بلا سلطة وظل الخلاف حول نقاط لم تحل حتى الآن وهى اقامة دولة فلسطينية و حق عودة اللاجئين الفلسطينيين و وضع القدس و وضع المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود 1967 وكل ما حصل عليه الفلسطينيين هو الضفة الغربية وغزة وحدث ماحدث من خلافات سياسية بين فتح وحماس و انفردت حماس بغزة و فتح بالضفة وانقسمت السلطة بينهما وظلت السلطة الفلسطينية فى الضفة بلا سلطة حقيقية على الضفة الغربية وبلا سيادة للمخاوف الأمنية الإسرائيلية وظلت حماس تحت الحصار والقصف الإسرائيلى

ترامب و السلام

بعد عامين فقط من بدأ محادثات السلام العلنية بين الفلسطينيين و الإسرائيليين فى أوسلوا 1993 إتخذ الكونجرس الأمريكى قرار بأغلبية بالإعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل و نقل سفارة الولايات المتحدة إليها لكن مع السماح للرئيس الأمريكى بتأجيل التنفيذ مع تجديد التأجيل كل ستة أشهر حتى جاء دونالد ترامب و أعلن فى حملته الإنتخابيه وعوده بتنفيذ القرار و طرح خطة للسلام ووعد فأوفى وأعلن تنفيذ قرار الكونجرس ونقل السفارة الأمريكية الى القدس والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل فى 2017 ورغم إعترض مجس الأمن وأغلب دول العالم إلا إنه إستخدم الفيتو الأمريكى وتحدى الجميع ونفذ وعده وأعلن عن خطة للسلام سميت صفقة القرن تفرغ القضية الفلسطينية من محتواها وتخدم مصالح إسرائيل على حساب فلسطينيين

 هذا السلام و التطبيع يخدم القضية الفلسطينية فعلا ؟

مؤخرا أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل و دول مثل الإمارات والبحرين عن اتفاقيات سلام مع إسرائيل و إدعت هذه الدول العربية أن هذا السلام يخدم القضية الفلسطينية وأن السلام يعد بمزيد من الإزدهار والمصالح المشتركة التى تخدم مصالحها و مصالح إسرائيل فى كل المجالات وأعلنت أمريكا إنها مجرد بداية وأن دولا عربية أخرى ستدخل فى سلام مع إسرائيل لإحلال السلام فى المنطقة العربية لكن أى سلام وأى إستقرار مع إعلان القدس عاضمة للدولة اليهودية و أى سلام مع خدمة المصالح الإسرائيلية وأى سلام مع ضياع الحقوق الفلسطينية فى القدس وضياع حقوق المسلمين و المسيحيين فى المقدسات التى ستخضع للسيطرة الإسرائيلية مقابل مصالح إقتصادية رخيصة وإعطاء بعض الأراضى المتفرقة لما تسمى السلطة الفلسطينية بلا صلاحيات ولا سيادة حقيقية و تكون خاضعة فى النهاية للوصايه الإسرائيلية فهل هذا حقا سلام يقبل به .

لم يقبل الفلسطنيين  ولم تقبل الدول العربية بالسلام فى كامب ديفيد 78 المبنى على قرارت مجلس الأمن 338 و 242 الذى ينص على إنهاء الإحتلال للقدس و وقبلت الدول العربية  سلام ترامب الذى أخضع القدس كاملة لس