نمر بين الحين والاخر بأزمات نفسية تعصف بنا فننسى الزمان والمكان ولا نعود نعرف من نحن ، وفي مثل تلك الحال نكون قد فقدنا اتصالنا بانفسنا واصبنا بالتبلد ولم نعد نشعر بشيء ، تمر بنا الايام لا نحسبها وهي محسوبة علينا ، ثم نبحث في شتات الماضي ونستغرق في ذكريات لا علاقة لها بحاضرنا فنضع اللوم على شماعتها ونأسى ونحزن وننغلق على ذواتنا وهكذا نكون حرمنا انفسنا من فرصة الحاضر وأمل المستقبل .

ان الشيء الطبيعي والذي سيحدث لأي انسان انه اذا اصابه زلزال نفسي ، فإنه سيكون كالبناء المتهدم وسيجد نفسه قد غاصت تحت الركام ولن تعود نفسك الا اذا اجتثيتها من هذا الركام من خلال الحفريات العميقة من خلال النبش عن اثارها في تجارب الحياة اليومية من خلال تقفي نبضاتها ، ولا يكون ذلك الا من خلال تعدد التجارب فتجربة عن تجربة حتى تجد نفسك وتجد موهبتك المدفونة ستلوح لك علامات هنا وعلامات هناك ستلمها وستجمعها ثم ستنثرها ثم ستعيد جمعها وقد تنشرها مرة اخرى وهكذا فالمهم أن لا تتوقف ، لأنك ستجد بعض الصخور اليابسة في طريقة ستجد اثقالاً تعترضك ففكر بالطريقة المثلى فكل محطة صعبه لها ادوات سهلة تعين على اجتيازها. المهم ان تعيد اكتشاف نفسك واخراجها من دوامة اليأس مهما كان الثمن .