عزيزي فيودور (أسمح لي بأن أناديك هكذا) هل حدث وأن سمعت بأسطورة غاندارا؟ يقولون بأنها أرض تتحقق فيها الأحلام..آه كم أود الوصول إليها بطريقة ما،رغم أنني لا أملك الكثير من الأحلام و لكن يبدو لي أنها مكان ساحر و مليء بالحب..أهي كذلك يا ترى؟ آتمنى هذا، فقلبي يحلم بها كثيرًا .

لقد حدث معي مؤخرًا عدة أمور مزعجة جعلت معدتي تئن من الألم، لقد شاء الله و سنة الحياة أن كبر إخوتي، و أصبح لكل منهم مكان مفضل يذهب إليه..لكن ماذا يكون هذا المكان الذي سرق عقل أخي هكذا، مكان أشبه بحفنة من الفضلات، ليس بشيء ذا قيمة سوى بضع غيمات ترتص بشكل جميل في جزء من السنة و تسقط أمطار كثيرة فيجن بها رجال عائلتي..لكنني أعزو سقوط المطر هناك إلى سهوٍ إلهي فالمكان إن لم يكن مسكن إبليس فقد يكون بؤرة شر صغيرة لكنها مدمرة، للحق المكان عادي جدًا؛ ما يعيبه هو أهله، لكن هذه هي الطبيعة البشرية فعندما تكره أحدًا ستكره معه كل شيء،حتى الأماكن لا تسلم من الكراهية، نعم أكره هذا المكان و لا أحب من فيه و أخشى على أخي من ذيول الشيطان الواقعة هناك..عزيزي فيودور تمنى معي أن يعود أخي إلى رشده و يبقى هنا معنا أو أن يختفي ذاك المكان من على وجه الأرض لعل الحياة تصبح أفضل و قلبي يعود للراحة.

لهذا عزيزي فيودور آتمنى الوصول إلى غاندارا حتى أجد الراحة و السلام، لعلك تضحك الآن و تقول لي بأن لا سلام للإنسان إلا بالموت.. و تضحك مرة آخرى قائلًا (أنا أعلم منكِ فلقد مررت بالموت و بعده شعرت بالسلام و ذابت كل المشاعر السيئة) و قد يكون الآن بين يديك فاكهة من تلك التي تغرينا بها قصص الدين..أخبرني كيف هو طعمها؟..فأكثر ما يثقل كاهلي هو كيف عساه يكون طعم فواكه الجنة و أنهار اللبن و العسل..لكنني إلى الآن أرفض الشرب من نهر الخمر فقط أشعر بالفضول عن لونه؟

ما يضحكك يا فيودور دوستويفسكي؟. أهي سذاجة هذه الشابة التي تؤلمها معدتها من فرط القلق على أخيها والتي تتمنى لو أن غاندارا في الشارع المقابل لمنزلها لترتل الأمنيات و هي جاثية على ترابها؟ أم تضحك على هذه الأسئلة السخيفة؟

عزيزي فيودور أودعك الآن..و عسى أن تلتقي روحي بروحك بين أسطر أخرى.