فرنسا والشرق الأوسط 

لطالما كانت فرنسا تطمح لدور مهم في الشرق الأوسط منذ إتفاقية  سيايكس بيكو التي قسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا ووضعت كل من لبنان وسوريا تحت الانتداب الفرنسي وحتى قبل الاتفاقية. وعلى الرغم من استقلال تلك الدول وتراجع دورها في المنطقة مقارنة بحجم الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول. إلا أنها 

حاولت دائما الحافظ على مصالحها ونفوذها في المنطقة حيث لم تتخلى عن لبنان في أي فترة زمنية حيث لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون بعد إنفجار بيروت غربية بل خطوة طبيعية نظراً لتعاطي فرنسا مع لبنان، إنه حصتها في المنطقة 

وهذه ليست المرة الأولى التي يهرع فيها رئيس فرنسي لنجدة لبنان فبعد التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ توجه جاك شيراك بطيارته الخاصة إلى لبنان. وفي عام ٢٠١٨ دعت فرنسا دول العالم في مؤتمر (سيدر) لدعم لبنان بعد فشل الدولة اللبنانية بإنجاز الإصلاحات. 

وغيرها من الأحداث التاريخية التي أثبتت مدى تمسك فرنسا ب لبنان 

والان أيضا تحاول  إنقاذه ولكن الأهم بالنسبة لها هو تحقيق مكاسبها في شرق المتوسط الذي يشهد صراعاً جيوسياسي بين كل من تركيا وفرنسا واليونان ومصر في الجهة الأخرى والسبب هو ثروات الغاز الطبيعي في المنطقة حيث تسعى كل دولة إلى حجز نفوذ لها في شرق المتوسط. 

إضافة إلى محاولات تثبيت تواجدها العسكري من خلال إرسال حاملة المروحيات تونير التابعة للبحرية الفرنسية وزيارة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي إلى بيروت. 

فنلاحظ كيف تعود فرنسا بقوة أكبر داخل لبنان بهدف تحقيق الاستقرار السياسي والأمني و  العسكري في لبنان من أجل ضمان قاعدة قوية لها في منطقة شرق المتوسط بهدف مواجهة النفوذ التركي الذي يتصاعد من سواحل قبرص إلى بحر إيجه والسواحل الليبية. 

أما في ما يتعلق بزيارة ماكرون للعراق فهناك من يرى بأنها أيضاً محاولات فرنسية للضغط على تركيا التي تقف مصالحها بوجه مصالح فرنسا في شرق المتوسط ما قد يؤثر وجودها بقوة في العراق عند حدودها البرية على مسارات الصراع هناك. 

وهناك من وجد بأنها محاولات لتعويض وجود القوات الأمريكية في العراق. وفي كلتا الحالتين فإن العراق بوضعه الحالي وعدم قدرته على إتخاذ  موقف إيجابي ومحايد في الصراع الإيراني الأمريكي. وعدم قدرته داخليا ً على التوجه نحو السياسة السعودية في المنطقة والذي  اعطى فرصة لفرنسا لتكون الخيار الآخر للعراق وفي ذات الوقت  لتحقيق مكاسب إقتصادية وسياسية لها  في العراق