يوم آخر تنتشر فيه روائح الخيانة، و يعلو بكاء الأطفال و صراخ المراهقين و الساعة لا تريد الإنتهاء، و لا تريد أن يتوقف كل هذا الهراء، و أنتِ هنا عاجزة كل ما يتحرك فيكِ هو عيناكِ فقط و هي تريد أن تسجل كل هذا دون ترك أي تفصيل، لكي تجمع كل هذه الفضلات في خزانة الذاكرة ليتحول كل شيء لاحقًا إلى مشاعر مقززة و هالات سوداء و أفكار إنتحارية.
غاضبة..لماذا لا تتوقف هذه الروائح إنها تحرقني،تذكرني بعجزي، تسحقني كنكرة.
إنتصار هذه الروائح علي يجعلها هي الحقيقة الباطلة، و أنا الباطل المحق. تشبعت الجدران بصور الخونة و ابتلعت صوري و إن لهم أثر هو أقوى عند أشباح العائلة الكبرى من أثري، إن الشبح الجد لم ينقذني في ذاك اليوم الأسود و لكنه يبتسم لي في كل عيد، و الوالد نسي أنفه في مكان ما (عمدًا) لكي لا يشتم هذه الروائح الكريهة و يموت بجواري.
ترغبين بالصراخ لكن هذا سيرعب الجميع و لن يوقف مصدر الرائحة الكريهة، ذلك المصدر الذي هدد أمانكِ منذ وقت طويل، تسألين الإله..ما هو ذنبي؟ تسألين المجتمع..ما هو ذنبي؟ تسألين ذاتكِ..ما هو ذنبي؟
إنها العبثية، عبثًا خُلق القلب الطيب بين العفن و عبثًا قُتلت الأجساد بين جنان الأرض، و عبثًا عضوكِ الأنثوي يحمل أوزار العضو الذكري، ليس هناك أسباب..فقط أحداث مقرفة تتوالى في هذا العالم الدقيق و الذي تغافل فقط عن تنظيم الفوضى البشرية.