في عينيكِ كنت أبحث عن الأمل، كنت أنادي روحكِ بصوتي المكسور، ياللهول كم أصبح وجهكِ ذابلًا وكم أصبح هذا الجسد نحيلًا بيأس يقاوم الأمراض، متى أصبحتِ هكذا؟ أي يوم هذا الذي تجرأ على سرقتكِ من نفسكِ؟ لماذا استسلمتي دون مقاومة حقيقية؟ أغاضبة أنتِ لأنني أحاكمكِ؟ لأنني أعاتبكِ؟ هل صوتي جعل جراحكِ تنزف؟ تسألينني هل تستحقين كل هذا العذاب؟
لا أدري.
أراكِ الآن تقومين وبغضب تلعنين الحياة و بحركات هستيرية تنفضين عن ثيابكِ غبار الهزيمة، الآن تبتعدين عني و تحاولين البحث عن طريقكِ الجديد، طريق تزرعين فيه أحلامكِ و تعلقين على نهايته آمال سعادتكِ.
ماذا حدث الآن؟ تتسائلين بخوف من أين تأتي هذه الغيوم السوداء لماذا الطريق أصبح بلا نهاية واضحة و ما هذه الرائحة القذرة، ياإلهي أهذه رائحة أحلامكِ الميتة، متى و كيف ماتت؟
لقد عدتِ..خائرة القوى، محطمة و مليئة بغبار الهزيمة و بين يديكِ تحملين جثة سعادتكِ المغدورة.
تبكين؟ لماذا تبكين؟! أليس من المفترض أنكِ اعتدتِ على الخسارة ؟ أليس طعم الفشل مألوفًا لديكِ؟ تخبرينني بصوتكِ المهزوز بأنكِ لن تستسلمي؟ و ستعيدين المحاولة ؟
حسنًا سأظل هنا جالسة خلف زجاج المرآة الغير نظيف و أراقبكِ و أنتِ تموتين من المحاولات وفي كل مرة سينقص منكِ شيء و سيختفي جزء أكبر من روحكِ و لن تجديه أبدًا.. ستحاولين من هنا، و سيختفي شيء منكِ من هنا.