أيها القارئ؛ جميعنا يعلم أننا نفخ مؤقت بهذا الفضاء الواسع. مدتك ومدتي بهذه الحياة مؤقتة ولا ينكر نكير شيئا كهذا، الأحداث؛ كلها عبارة عن استعراض مسرحي له نهاية حتمية، وقد كنت أتساءل دوما أن نعمل جميعا لعرض فلم يمثل انسانيتنا، أن نشغل هذه الدنيا بحرب ذات فائدة وربح. "حرب فكرية علمية"، "حرب الفرح والسعادة .." لأننا سنرحل، وعزف أيامنا ونبضه لا بد وأن يتوقف لهذا فمن المستحسن والمحمود أن نترك لنا بصمة خير.

حدث أن وُلدنا؛ وليس لنا تصرف ولا يجوز الاعتراض على هذا الأمر أبدا. فغدا قريبا سنموت ونرحل بنفس الطريقة التي ولدنا عليها، بشهقة تحمل "الموت" معها، ومن المعلوم أن تكون على علم أن بعد "فجر الميلاد؛ ليل الموت"، ومن الوجود خلق العدم، بل وإنك لن تنال شيئا من العيش الطويل تخوض بحروب دنيوية لا تعرف للهدنة سبيلا ولا تأخذ الرشاوي أو تبرم معك أي إتفاقات سلمية قد تمكنك من الإستمتاع بحياتك إلا أن تموت في آخر المطاف وأنت لم ترى من كل هذا العالم إلا "الأسى واليأس"!.

عند كل هذا ولأجله ستضطر لسؤال نفسك: عما يجب عليك فعله كي لا تحس بضجر أو يأس .. سيحدث أن يحدث اليأس حتما إن كنت ستعيش لمدة معقولة وأنت جالس ولا تقوم بفعل أي شيء سوى انتظار الموت "سيكون الأمر مملا للغاية، أشبه بمن دفع تذكرة غالية، لرحلة ملغاة ولا تعويض عليها". في اعتقداتي أنه عليك فعل شيء ما، إنفض الغبار عـنك؛

عليك أن تحارب كذلك لأجل فرح نفسك "فذلك حقك".

على كل منا أن يحارب لسعادة أخيه "فذلك واجب علينا".

تساءل: "لماذا تحارب الحياة لأجلي؟" ولا أحارب أنا من أجل أن أحيا وتحيا الحياة وتدوم، ويحيا الناس والإنسانية ويستمر العالم في عطاءاته؟. ما الذي يستوجب عليك فعله؟ يفترض أنك لن تنتظر هكذا وفقط تترصد اللحظة التي يأتيك فيها، ملك الروح –المأمور– يطلب الأمانة، مدعيا أن النتيجة من كل هذه الصراعات محسومة منذ البداية، وأن عليك البقاء مكبل اليدين قرير العين ملجم الفاه لا تصرخ صرختك تفزعها أني متمكن منك؟.

لا شك أنك حينها لم تستمتع بحياتك، ولم تعشها كما تستحق، كنت تعيش وهم الفجأة بانتظار فجأة أخرى وبين الفجأتين لم تحدث التغيير، ولم ترسم مسارك، وتخُط لحظاتك، بل ولا تتذكر أن لك أثرا أو فرحا نلتهما بعرق الجبين، أو سعادة حظيتها من عصارة الحنضل!.

أنور خليفي .