عمري اليوم 20 سنة، أشعر أن حياتي عبارة عن جحيم. كنت فتاة نقية القلب، بريئة، ذات أخلاق عالية، تحب الخير للغير، تجيد التفريق بين الخطأ و الصواب، الكمال لله لكنها لم تكن تخطأ، ذكية و متفوقة في دراستها، فتاة مرحة، محبوبة و تنشر البهجة، كانت مختلفة، فتاة مثالية على كل الأصعدة.كل هذا كان قبل عشرين عاماً. رغم صعوبة ما عاشته ك طفلة، طفولتها الغير عادية، التي كانت محملة بكميات هائلة من الوحشية، الرعب و الكثير من البكاء، كانت قاسية على طفلة في عمرها، لكنها كانت محبة للحياة، متفائلة دائماً، مؤمنة أن كل هذا سينتهي يوماً ما و ستستطيع العيش كأي فتاة عادية، حياة هادئة، كانت تضع الله في قلبها و صوب عينيها و تنطلق لمواجهة الحياة بكل ما أوتيت من قوة، نعم، لقد كانت قوية، قوية للغاية.
قويتي ضاعت. هذه الحياة تستمر بقسوتها، انها تصبح أصعب فأصعب. الآمال تتلاشى، لقد عرفت مدى بشاعة هذا العالم في وقت مبكر، مبكر جداً، كيف يمكنها الاستمرار، كل قواها تذهب و تذهب ولا يمكننها فعل شيء...