{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً… }
إن استخلاف الله للإنسان كان أمراً منه سبحانه وتعالى للبشرية لعمارة الأرض ، ولفظ (في الأرض خليفة ) في الآية الكريمة لفظ عام لبني الإنسان على اختلافهم.

إن إعمار الأرض بمعناها الشامل تعني إقامة مجتمع إنساني سليم مهمته تحقيق جامعة إنسانية فعالة للنهوض بعمارة هذا الكون.

يقول الله عَزَّ وجَلَّ:
{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً… }
* أتساءل هل يدرك اصحاب النظرة النمطية السلبية والفكر الاقصائي أن ذوي الإعاقة بإمكانهم المشاركة في عمارة الأرض العمارة الكلية الشاملة لكل ما تتسع له كلمة ” العمارة “من المعاني المادية والعلمية والاقتصادية .

إن مشكلة ذوي الإعاقة تكمن في الظروف الاجتماعية المختلفة والمهيأه للإعاقة والتي تضع قيود وعقبات غير مبررة أمام مشاركة ذوي الإعاقة في عمارة الأرض.

لذا فإن فقدان أو محدودية مشاركة ذوي الإعاقة في مسار الحياة الطبيعية كان نتيجة للعقبات والموانع الاجتماعية والبيئية لهم فلماذا عندما نتحدث عن ذوي الإعاقة بشكل عام يتم التركيز على الإعاقة وإهمال ذات المعاق ومالديه من مميزات وقدرات تؤهله للمشاركة في عمارة الأرض .

ولماذا لا يكون التعامل مع ذوي الإعاقة على نحو طبيعي وإعطائهم الفرص ومساواتهم في الحقوق وجعل الظروف المحيطة بهم عادية.

ولنعلم أن تغيير النظرة المجتمعية للمعاقين يكرس أدوارهم المهمة في الحياة وكمجتمع انساني سليم لا بد أن يكون هناك دور لمؤسسات التربية الخاصة في تمكين ذوي الإعاقة من المشاركة في عمارة الارض وذلك من خلال :
– العمل على تحقيق العدالة القائمة على مفهوم الحقوق والواجبات لذوي الإعاقة.

– تقديم برامج إيجابية تُمكن ذوي الإعاقة من المشاركة الاجتماعية للمدى البعيد.

– دعم المؤسسات التربوية التعليمية بمناهج مقنّنة تتناسب مع
خصائص الطلاب ذوي الإعاقة واحتياجاتهم .

– تقديم استشارات فنية لمؤسسات الدولة كافة حول التسهيلات البيئية لذوي الإعاقة .

– إيجاد حلول تضمن الحقوق الوظيفية لذوي الإعاقة على قدم
المساواة مع الأشخاص من غير ذوي الإعاقة بشروط عادلة وظروف مأمونة وصحية .

– العمل على تغيير ثقافة المجتمع نحو ذوي الإعاقة
[ الانتقال من منطق الرعاية إلى منطق المواطنة ]

ذوي الإعاقة يمتلكون طاقات كامنة لابد أن تُحرك وتتحول إلى قوى منتجة في خدمة المجتمع وخدمة أنفسهم.

* أخيرا
لا سبيل للحياة الكريمة إلا بالقيام بعملية الإعمار في مختلف الصُعد لتظهر كمالات الإنسان واستعداداتُه اللا محدودة في الحياة.

( المعاق ليس عبئاً على المجتمع بل سنــداً له ) .