" قم بأي عمل ينبع من طيبتك دون أن تنتظر مكافأة عليه. وكن آمناً متأكدا انه يوماً ما، سيقوم شخص ما بالمثل تجاهك. أحب أن أكون روحاً حرة. البعض لا يعجبهم ذلك ولكن لا يمكنني أن أكون غير ذلك. يقولون أنه من الأفضل أن تكون فقيراً وسعيداً من أن تكون ثرياً وتعيساً. ولكن ما رأيكم بتسوية كأن تكون ثريا قليلا ومتقلّب المزاج؟ أينما ألمس عذاباً أود أن أكون هناك باذلةً ما أقدر عليه. عندما تكون سعيداً، يمكنك أن تسامح كثيراً. إذا وجدت شخصاً تحبه في حياتك، عليك أن تتمسك بهذا الحب."
وكأنها مدينةُ وردٍ بعمق قلبِي. ولدت الأميرة ديانا لعائلة ملكية في 1تموز/يوليو 1961 بالقرب من مدينة ساندرينغهام في إنكلترا، تطلق والداها عندما كانت صغيرة، وحظي والدها بحق رعايتها هي وأشقاءها، تلقت تعليمها في ريدليسوارث هول Riddlesworth Hall وبعدها انتقلت إلى مدرسة داخلية تدعى ويست هيث West Heath.. حصلت على لقب السيدة Lady عام 1975 بعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر. وعلى الرغم من ذلك عرف عن ديانا خجلها أثناء نشأتها. لم تكن ديانا غريبة عن العائلة الملكية فكانت صديقة الأميرين أندرو وإدوارد وهي طفلة حين استأجرت عائلتها منزل بارك وهي أحد ممتلكات الملكة إليزابيث الثانية. وقد ولدت لعائلة مسيحية بروتستانتية.
عانت ديانا خلال فترة الزواج من الاكتئاب ومرض البوليميا، وقد اُعلن انفصال الزوجين في كانون الأول/ديسمبر 1992 من قبل رئيس الوزراء البريطاني جون ماجور.
كانت أعمالها الخيرية غير تقليدية وخارجة عن الإنشغالات المعتادة للعائلة الملكية، فإن الشخصية الشهيرة التي عملت على الوصول إليها تضمنت قدراً كبيراً من نفسها ومبادراتها وتعاطفها كان ينبع من داخل نفسها وبسهولة طبيعية. ومثل إبنيها، كان لدى الأميرة ديانا كمية هائلة من الذكاء العاطفي إلا أنه كان يتناقض مع الرسمية القاسية المعروفة عن العائلة المالكة وهذا ما ميزها بالفعل. فقد استفادت من التناقض تماماً كما يلمع الماس عند عرضه مقابل قلادة سوداء. وحصلت على ضمانٍ جديد في شخصيتها الاجتماعية ليس فقط من خلال إبراز تعاطفها والتواصل مع مرضى الإيدز وضحايا الألغام الأرضية، ولكن أيضاً من خلال التألق أكثر من ويندسورز في الحفلات وارتداء الملابس المثيرة أكثر والابتسام أكثر بصدق والاختلاط مع نجوم السينما والموسيقى. وكان ذلك مزيجاً غريباً ولكنه قوي من الخدمة العامة والتألق في النجومية. وقد أضاءت ديانا درب الكثير من النجوم المسؤولين في المجتمع الذين اقتدوا بها.
حصلت ديانا على القاب كثيرة فى حياتها منها معالي ديانا فرانسيس سبنسر. الليدي (السيدة) ديانا فرانسيس سبنسر.، صاحبة السمو الملكي أميرة ويلز في اسكتلندا، صاحبة السمو الملكي دوقة روثيساي.، ديانا أميرة ويلز. كانت ألقاب ديانا قبل طلاقها تتباين بين كل من صاحبة السمو الملكي أميرة ويلز، دوقة كورنوول، دوقة روثيساي، كونتيسة تشيستر. و بعد وفاتها، ظل الجميع يُلقبونها ب" الأميرة ديانا " على الرغم من كونه لقب غير رسمي وغير صحيح. ومع ذلك، أصبحت الأميرة ديانا يشار إليها في وسائل الإعلام ب " الليدي ديانا سبنسر " و في بعض الأحيان يكتفون ب " الليدي ديانا". و في خطبة ألقاها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أشار إلى ديانا بقوله " أميرة الشعب"
بقي فريق ويندسورز خلفها غير قادر على السخرية منها. وظهروا متحفظين وعاجزين عاطفياً. لذلك اختاروا التضامن معها في حين انتشرت الإشاعات حول أن ديانا كانت وكأنها تعيش خارج الواقع وتعاني مرض النهام وربما مجنونة. وكان رد فعلهم رغبتهم في إطفاء الشهرة التي قررت الأميرة ديانا أن تصنعها لنفسها. وقد أدت وفاة أميرة الشعب تقريباً إلى أن رفض البلاد النظام الملكي عموماً.
ديانا والقدر
وبحسب ما نقلت صحيفة "ميرور" عن البروفيسور المرموق، ريتشارد شيفرد، فإنّ الأميرة ديانا اصطدمت جراء الحادث بما يعادل وزن نصف فيل، وجسم الإنسان لا يستطيع تحمل هذه الضربة الهائلة. وأكّد شيفرد أنّ الأميرة المحبوبة كانت ستنجو ببساطة لو أنّها فقط، كانت تربط حزام الأمان في السيارة أثناء جلوسها بالمقعد الخلفي، لكنّها لسوء الحظ لم تفعل ذلك. ولقيت ديانا مصرعها برفقة صديقها المصري، دودي الفايد، إثر حادث السير الذي وقع يوم 31 آب 1997 داخل أحد أنفاق العاصمة الفرنسية
وأوضح الطبيب أنّه لم تكن ثمّة مؤشرات تؤكّد كون الأميرة ديانا حامل وقت الحادث لكن والد دودي، محمد الفايد، يقول إنّ الأميرة أكّدت له مسألة الحمل قبل مدّة قصيرة من وقوع الفاجعة. وخلص تحقيق في الحادث، نشرت نتائجه عام 2008، إلى أنّ ديانا والفايد لقيا مصرعهما بسبب "الإهمال الجسيم" لسائق السيارة، هنري بول، الذي كان ثملاً حينها.
وحمّل التحقيق الذي جاء بعد 11 عاماً من الحادث، المسؤولية إلى المصورين المتطفلين المعروفين بـ"الباباراتزي" الذين طاردوا السيارة لاقتناص صور للأميرة وصديقها.
ديانا والسينما
أدت الذكرى العشرون لوفاة الأميرة ديانا في حادث سيارة في باريس إلى تفكرٍ كبيرٍ في بريطانيا وإلى إصدار فيلمين وثائقيين رائعين، أشرف على أحدهما ابناها الأميران ويليام وهاري، والآخر تم تحضيره على أساس التسجيلات التي التقطها مدربها على الخطابة بيتر ستيلين. وحاول الابنان بطريقةٍ أو بأخرى إظهار أمهما بأفضل صورة ممكنة وذلك من خلال إبراز إيجابيات شخصيتها وما قامت به في حياتها.
وقد يتلخص تأثيرها الإيجابي في تأثر مشاعر أحد ضحايا تفجير لغمٍ أرضي من البوسنة تذكّر كلماتها الرقيقة وقال إنه حتى يومنا هذا تعطيه كلمات الأميرة ديانا القوة لمواصلة الحياة في حين استسلم الضحايا الآخرون الذين بُتِرت أطرافهم، لليأس وقتلوا أنفسهم. وكانت هذه نسخة ديانا القديسة والساحرة والمضحكة والجميلة والمحبة. لقد صُنفت من بين أهم 100 شخصية في القرن العشرين.
وفي تناقضٍ تام، يثير الفيلم الوثائقي الثاني تحت عنوان «ديانا... بكلماتها الخاصة» والذي بثته القناة الرابعة، الجدل بلا خجل. ومع أنه فيلمٌ أقل أهمية فإنه أكثر إثارة للاهتمام. ويستند الفيلم بشكل كبير على مقابلاتٍ غير رسمية، مع ديانا وهي جالسة على أريكة وتتعلم كيفية تحسين خطابها العام وتتكلم بعفوية مع مدرب الإلقاء عن فشل علاقتها مع تشارلز ومع بقية العائلة المالكة.
وأحذ صُناع الفيلم الوثائقى لقطاتٍ مثيرة للقلق لمحاكاة الاضطرابات العاطفية في البلاد. تتخلل السرد المألوف أحداثٌ أليمة في تلك الفترة، مثل أعمال الشغب الداخلية في المدينة أو مرض جنون البقر، مما خلق خلفية تنبؤية للدراما العالية التي استنفذتها العائلة المالكة.
ويعقد الأمير هاري مقارنة بين الطريقة التي تغطّي بها الصحف المصوّرة أخبار زوجته ميغان ماركل الآن وتلك التي كانت تتعامل بها تلك الصحف مع أمه الأميرة الراحلة ديانا. وكانت الأميرة ديانا مادة ثرية للصحف، التي تناولت أعمالها الخيرية، وحياتها الخاصة، حتى أصبحت تتصدر عناوين الأخبار حول العالم.
ويرى هاري أن "التاريخ يعيد نفسه" عندما يتابع "الحملة الشرسة" ضد زوجته دوقة ساسكس. يقول هاري: "فقدتُ أمي، وها أنا ذا أشاهد زوجتي تسقط ضحية لنفس القوى الجبارة".
دعم الشعب البريطانى بوضوحٍ وبلا خوف، نجمته المتوفاة، وهذا لم يُظهر فقط كاريزما ديانا الفطرية بل وأظهر نجاح استراتيجيتها. أما الجنازة وتنكيس العلم إلى نصف السارية في القصر الملكي وإعادة ظهور الملكة والعرض العام والضخم من الحزن على رحيل ديانا كانت تحركاتٍ تقديرية لشابةٍ وامرأةٍ خسرت شبابها وشكلت هذه التحركات أيضاً تأكيداتٍ لانتصارها. وتم تبرير تعلمها للخطابة ونضالها لتكوين دورٍ لها بعيداً عن زواجها الفاشل. وكانت النتيجة أن فازت ديانا بحرب العلاقات العامة.
ديانا والصحافة
تقول كيتي نيكول، مؤرخة للعائلة الملكية: "كانت ديانا أيقونة ملكية كما لم يكن أحد غيرها". لكن الاهتمام الذي كانت تلقاه ديانا لم يكن دائما إيجابيا. وفي أوقات أخرى كانت ديانا تفضي بأحاديث خاصة إلى الصحافة، مما حدا بالبعض إلى القول إن الأميرة كانت تسترعي الأنظار وتجتذب الاهتمام.
تقول كيتي: "كانت هناك أوقات تخطب فيها ديانا ودّ الصحافة وتداعب المصورين، وأنتهى الأمر إلى ما يشبه مباراة ثقيلة النتيجة على الجانبين".ومن جهتها، أقدمت ميغان على إغلاق مدونتها الشخصية منذ انضمامها للعائلة الملكية، كما خصصت الغالبية العظمى من ظهورها الإعلامي لصالح العمل الخيري.