. الخطأ الذي يقع فيه كثير من الرجال وتتبدد بحدوثه كثير من الآمال هو خوض هذه التجربة والإقدام على هذه الخطوة دون التذود بعدة الحرب التي يتوجب على المجند « الزوج » ان يقتنيها في مثل هذه الظروف الحرجة، ظن منه بأن خطوة من هذا النوع هي من السهولة بمكان، رغم ان حروب الظفر بالزوجة الثانية لاتحتمل الظنون ولا انصاف الحلول، نسي هذا الزوج ا او تناسى بأن الجيش المغوار المتجسد في هيئة امراة « الزوجة الأولى » قد تسلح بكافة انواع العتاد الحرببة وادواتها المتطورة من قاذفات ارضية وطائرات حربية ومقاتلات جوية مخفية ومعلنة. في انتظار ساعة الإنقضاض على الضحية «الزوج» على حين غرة والبدء في معركة قد تكون أبدية، هذه الحرب التي قد تتساقط معها كل المناقب السابقة والمحاسن التي خلت، والتي ربما تجاوزت حدودها المحلية ليصل مداها إلى العالمية. 

ارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح من الرجل مكلف جداً، وهو احد الأسباب التي ادت الى خروج  كثير من الرجال من ساحة الَمعركة خالين الوفاض، وربما انتهت بهم المعركة بتكبد خسائر فاضحة، وهي نتيجة حتمية ومتوقعة بلاشك لمن فرط في التأهب والتهيؤ للإقتتال واستهان قساوتها ، غير أن اقتصار الأمر على هذه الخسارة المحدودة نسبياً ، ودون المرور بقسم الطواريء بمستشفى العظام او مصحة الأمراض العقلية هو انجاز في حد ذاته، فليحمد الله هذا الزوج على الاضرار الجسيمة التي لحقت به ، فضلاً عن يقال لذويه الله يرحمه كان طيب مات شهيد. 

رفض الزوجة الأولى، مشروع اقتران زوجها بأخرى هي جبلة جبلة عليها المرأة التي ترفض ان يشاركها او ينازعها احد في زوجها الذي تملكته بموجب ميثاق العقد الغليظ الذي تم بينهما ، باعث نزعة التملك والغيرة والاستيلاء ، ان التجارب الميدانية التي لم تفصح عن اسماء اصحابها اثبتت بمالايدعو مجالاً للشك ان من أهم الأسباب المؤدية الى رفض الزوجة الأولى الى اقتران زوجها بزوجه اخرى هو الخوف من معايرة مثيلاتها من النساء بهذا الزواج وليس كماهو مشاع. 

تسعى الزوجة الأولى بكل ما أوتيت من نفوذ وقوة كيد النساء،  الى تشوية صورة زوجها المسالم بطبعة، المزمع رغبة في الإرتباط بزوجة ثانية، هذا الزوج الوديع الواسع التطلعات والأماني ،القابع في خيالاته الوردية والممني نفسه بحياة رغيدة قادمة لاتشوبها شائبة ولا تعكر صفوها نائبة لم يفطن لما هو كائن له ولا لما يحاك له خلف الكواليس من خلال استغراقه  في احلامه السعيدة واستمتاعه باللحظات

 التي يستحضرها كل دقيقة ومايتمثله من خلال سيناريوهات حياته الجديدة عبر وضع أمثلة خيالية لما سوف يكون فيه في قادم الأيام، ومن خلال رسم تصور استثنائي للحظة لقائه الأول بست الحسن والجمال زات الرداء الأبيض في الليلة القمرية التي لاينقصها سوى بعض الشموع الخافتة ، 

ما علينا، المهم في هذا الإطار وجوابا على السؤال المطروح في عنوان المقال لابد أن يتحلى هذا الزوج المقدام بقدر كبير من الهدوووء، وان يولي هذا الأمر بجانب ذلك قدراً اكبر من السرية والكتمان، ثم ليبدأ التحرك لهذه المعركة في جنح الظلام بهجمة مباغتة دون ان يعلن عن موعدها، ودون ان يسر لأحد عن  ساعة الصفر  ولو لأقرب الناس إليه، فإذا مانتهت الحرب وكان النصر حليفه ونال وسام المعدد حين ذاك سيحتفل الجميع بنصره الكبير، والف مبروك مقدماً.