⁃ « و الوقت أنفس ما عنيت بحفظه و أراه أسهل ما عليك يضيع » - الوزير ابن هبيرة.

⁃للوقت أهمية بالغة و إلا لما أقسم الله به في سورة العصر.

⁃إن تمكنا من فهم قيمة الحفاظ على الوقت و عدم إضاعته أو تزجيته في التوافه، حينها يمكن أن نحسن من نمط معيشتنا.

⁃و لنا في ابن مسعود قدوة حسنة، حيث يقول: « ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، و لم يزد فيه عملي »

⁃و هاهو يقول لنا رضي الله عنه : « إني لأكره أن أرى الرجل فارغا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة »

⁃ سأل رجلٌ عامر بن عبد قيس – أحد التابعين – : أن يُكلِّمه. فقال له : أمسك الشمس. أي أمنع الشمس من أن تغيب و النهار من أن ينقضي حتى أستطيع تزجية وقتي معك. هذا فيما معنى كلامه.

⁃يسأل الدخيل القصيبي قائلاً، مع كل هذا الزخم من الأعمال كيف تجد الوقت للتأليف؟ أجاب: بتنظيمه و إعطاءه حقه من الاهتمام ، لا يمكن أن أمضي وقتي في مناسباتٍ على شرفي الواحدة منها تستهلك أربع ساعات ! - بتصرف -

⁃عرف القصيبي قيمة وقته و قدرها أحسن التقدير فكان له النجاح الباهر في إخراج مؤلفات قيمة مع أداءه عملاً إدارياً بإمتياز.

⁃القصيبي و ابن مسعود و غيرهم من العظماء علموا أن النجاح و الفلاح لا يأتي لمن يضيع وقته في توافهٍ تلو توافه.

⁃تذهب أوقات هؤلاء العظماء في خدمة المعرفة و العلم و قبل ذلك المجتمع. و لذلك خُلدِّت سيرهم

⁃و هذا سلمان بن عبدالعزيز في حفاظه على وقته عندما يقرأ المعاملات. حيث يشرح القصيبي طريقة قراءته لها حتى يمكنه ذلك من قراءة أكبر عدد ممكن. فيقول القصيبي: « عندما كنت في الجامعة ذهبت مرة لزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بإمارة الرياض. لاحظت أنه يقرأ الأوراق بسرعة مذهلة. سألته عن السر فقال: لا داعي لقراءة الثلث الاول من الرسالة لانه يحتوي على ديباجة طويلة. و لا داعي لقراءة الثلث الأخير من الرسالة لأنه يحتوي على خاتمة طويلة. تكفي قراءة الثلث الاوسط. يقول القصيبي: منذ ذلك الحين و أنا أتبع الطريقة "السلمانية" في قراءة المعاملات »

⁃و هذا شأن العظماء حتى في تفاصيلهم المتناهية الصغر يمنحون الوقت قيمته و أهميته و لذلك عظم أمرهم عند الناس.

⁃وقت العظماء لا يذهب سُدى. يستغلونه ثانيةً بثانية و دقيقة بدقيقة. يعرفون حق المعرفة أن العظمة مقرونة بما لا يدع للشك مجالاً برعاية أوقاتهم حق الرعاية و صونها من لصوص الوقت الذي لا يسرقون وقتك فحسب و إنما نجاحك أيضاً. ينتزعونه منك عبر إغرائهم لك بمضيعات الوقت حتى تقع في الشباك و حينها لن تجد للخروج سبيلا.

⁃و أختم بمقولة الشافعي حيث يقول: « صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين :
أحدهما : قولهم : الوقت سيف ، فإن لم تقطعه قطعك...
والثاني : قولهم : نفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل. »