Image title

"لا يمسي المكتئبون في مكان آخر وحسب، بل حتى علاقاتهم بالوقت تصبح مشوهة. لا يرتب الاكتئاب سوى قطعة واحدة من الوقت: الماضي. ولا يبدأ الحديث سوى بمفتاح واحد: ماذا لو؟
اتصال المكتئبين بالحاضر ضعيف، إنهم يعيشون بشكلٍ متصل مع ذكرياتهم، يحيون كل ماجاء ورحل. مثل فأر يركض داخل دولاب دوار أو ثعبان ابتلع ذيله، إنهم عالقون في دائرة من آسى."
إليف شافاق


وَجدت بعضي بين طيات هذه المذكرات المدهشة...
التشظي الداخلي الذي يصيبني بالتوتر والفوضى أسمت إليف أصواته بالحريم
وهكذا بدأت بوصف صاحبة كل صوت وفِكرها بطريقة كوميدية مُنظمة!
نساء الأصابع المتنافرات، حادات الطباع، لا يكفن عن الصِراع داخلها.
مع كل مرحلة وفكرة وخوف تتوج حُرمة ويسقط حكم أخرى لحين أن سيطر عليها جني الإكتئاب الديكتاتوري، حيث بنَى سجن الرأي المظلم فأسكت به كُل صوت ليتفرد هو بِصوته؛
كان أحادي الصوت، مظلم، أوقعها بَين قضبان الماضي، ونَفى عنها سعادة اللحظة سعادة الأمومة...

أعتبر هذا الكِتاب مَوسوعة سِير ذاتية، إذ تتخلله سِير لكاتبات كانت المرارة ظِلهن، حيث محاولتهن الفكاك من قيود المجتمع الغليظة التي تحاول الحد من قدراتهن، وتخيريهن بين عالم الآدب والأمومة، وأخرى محاولتهن التوازن بين عزلة الكتابة وَالأمومة.

في حقيقة الأمر كانت معظمها تنتهي بمأساوية، مع كل أسم لكاتبة وتفاصيل حياتها أخرج بفكرة،
والعجيب وبالرغم من المأساوية إلى أن كل فكرة كانت تغلبها الإيجابية!

تعابير وجهي عِند القراءة وددت لو حبستها بِصور، أسخط مرة وأرضى مرات، قرأت بتجرد وتقبلت اختلاف الفكر الذي تضج به هذه المذكرات، وهذا ما دفعني للتحليل كثيرا، لقد أنهيته لكنني لازلت واقعة فيه تتوالد به أفكاري:)

قراري حكيم جدا بأني بدأت بهذا الكتاب لأليف شافاق قبل الولوج داخل عالم رواياتها قد غلبني الشوق لذلك
.