ناجليزمان فكرة ... والفكرة لا تموت !
كرة القدم الحديثة تطورت كثيرا حتى أصبح التغيير فيها يشمل كل شيء ... ليهدينا فريقا يصنع التاريخ بعناصر عادية، لكن بأفكار عظيمة .
ناجليزمان كأي شاب طموح، أتتْه الفرصة وها هو يحاول جاهدا استغلالها و إعتماد أوراقه ... استلم فريقا صغيرا بمشروع كبير، يمتلك أدوات بسيطة يحاول من خلالها تقديم طبق كروي جميل؛ صنع منظومة متجانسة فيما بينها، لتعطي أفكارا حديثة في المنظومة الهجومية.
3-3-3-1 ؛ أسلوب هجومي جديد يعتمد على خلق مثلثات و إعطاء حلول عديدة لأي حامل للكرة، بفتح عرض الملعب بالكامل و توسيع عمق أي منافس (الصورة الأولى) ... هذا النهج إستطاع من خلاله ناجليزمان التفوق على سيميوني، فأعطى للاعبيه حلولا كثيرة، سواءا في التفوق العددي أو إيصال الكرة لمناطق أتلتيكو بسهولة، وذلك ما جعل هذا الأخير غير منضبط في خطوطه، و هدف الفوز يؤكد ذلك (الصورة الثانية)، فتلك الزيادة العددية لم يستطع دييغو سدها، بالرغم من أنه يمتاز بتنظيم دفاعي دقيق.
والأكثر من هذا، اللامركزية التي يتمتع بها اللاعبون، فمثلا داني أولمو صاحب الهدف الأول له الحرية الكاملة في التحرك في جميع أنحاء الملعب مع الإلتزام بخلق التفوق العددي، وهذا ما جعله يسجل الهدف، بالرغم من التكتل الدفاعي للخصم (الصورة الثالثة و الرابعة) ... فصُنع هذه الأمور كلها ليس سهلا، ولا تأتي بين عشية و ضحاها !
إنّ جعل الفريق ذو هوية خاصة به هو أصعب شيء في كرة القدم ... لكن ناجليزمان نجح في خلق هذه الهوية، ليجعل أي منافس يضرب له ألف حساب.
مواجهة مثل هذه الفرق صعبة جدا، فأتلانتا أو لايبزيغ لا يملكان جودة رهيبة في العناصر، لهذا يعوضانها من خلال التكتيك، وخاصة إن طُبقَت الأفكار بأمثل طريقة ... فهذا ما يجعل غاسبيريني و ناجليزمان أفضل المدربين الموجودين في الساحة العالمية لأي فريق يسعى لبناء منظومة مثالية .
المعركة معهم أشبه بمواجهة دهاء تكتيكي صعبٌ توقيفه ... فغاسبريني يحرمك من الأوكسجين من خلال الاختناق الذي يمارسه على حامل الكرة ؛ و ناجليزمان يفكك كل ما بَنيته بأفكاره الجديدة في خلق الزيادة العددية في كل وقت.