العجب كل العجب أن نتعامل مع قلب محب وعاطفة جياشة مثل عاطفة الأنثى بهذا الجحود والنكران. الم تكن حلم ذات يوم أن تقترب منها عزيزى الرجل؟؟!!!
المرأة بطبيعة خلقها هي الطرف الآخر للحياة وقطب المغناطيس البشري وقاعدة الارتكاز الإنساني بكل ما تحمل الكلمات من معان إيجابية وسلبية ، وهي الأم والأخت والعمة والخالة والجدة والصديقة والقريبة ثم أخيرا الزوجة ورفيقة العمر .
فهى من تقوم بتربية الجيل الجديد بينما لا يتعدى دور أغلب الرجال دور الإشراف العام على تربية الأبناء نظرا لظروف العمل اليومى واضطرار الرجل قضاء يومه خارج البيت. ولأسباب عديدة يحق على الجميع كبارا وصغارا إرضاء كائن رقيق متعاون. لم يتسبب فى اى ضرر للبشرية بل على العكس فالأنثى عبر التاريخ خير مساند للرجل. ويزداد دورها هذا ويبرز أكثر فأكثر عندما تشعر بالأمان وتأخذ حقها من التقدير والاحترام.
ولعل بعض الرجال يتعمد إهانة زوجته ولو على سبيل المزاح أمام أهله أو أولادها كنوع من الحياء المبالغ فيه أو لإخفاء مشاعر حب أو شيء يريد إخفاءه ، وهو تصرف خطير وفارق بالنسبة لكثير من النساء ودلالته أنه قد يضحي بها عند أول اختلاف أو لحظة اختيار بينها وبين غيرها .
وتلك هي قمة الخطورة والجهل والتي يعاني منها الكثير من شبابنا فتفتر العلاقة بينهما سريعا وغالبا ما تنهار العلاقة بينهما أو تؤدي لتداعيات الخيانة ، وذلك أن هذه النوعية من الرجال ينسى أن كل أنثى داخلها شهوات ورغبات ولابد لزوجها أن يشبعها ويفجر نشوتها بل ونهمها لو اقتضى الأمر ، فكل شهوة ورغبة إنسانية خلقها الله لترتوي حلالا أو تنهار فترتوي حراما أو تخمد وتخبو وتستبدل بعقد نفسية وتورث تداعيات فشل لاستمرار الزواج أو سوء تربية لأبناء .
ولذلك نقول لأبنائنا دوما لا تنسى أن المرأة مخلوق جميل ورائع ولطيف ولذلك يحتاج منك لرقة ودقة ومشاعر راقية في التعامل معها ، حتى في أحلك الظروف ، فضلا عن حسم ورجولة في حمايتها والحرص على مصالحها ومشاعرها واحتياجاتها في الحياة ، فالقوامة للرجل مسئولية وليست سلطوية متسلطة ، والتي قد تحتاجها بعض النساء في مواقف حادة وخاصة لو كانت المرأة من نوعية شاذة أو ساءت تربيتها بطريقة مستفزة .
ولا يجب أن نتناسى كرجال .. أن الله خالق عادل حكيم ، فقد منح الله كل أنثى من المميزات والعيوب التي تجعل كل النساء متساويات في المحصلة فمن تتمناها لجمالها قد لا تتحملها ساعة واحدة من سوء نفسيتها وتعاملاتها ، ومن ترى أنها ليست جميلة ربما هي من تريح نفسك وقلبك وتجمع عليك شتات دنياك وقلبك فضلا عن حكمة الله في أرزاقه فخو لا يجمع في العموم إلا بين اثنين فيهما من التوافق والتكامل ما يصلح معه استمرار الحياة لو استقاما ورضيا بما قسم الله لهما .
وربما تنسينا هموم الحياة وطباعنا وتقاليدنا البالية أساسيات التعامل مع شريك العمر وهذا وارد بقوة ، ولذلك سمي الرجل .. رجلا .. أي قائما قواما على نفسه أولا .. فيصلح ما أفسد ويعتذر ويصالح ويداوي ما أفسد وجرح ، فقمة الرجولة والقوة في الاعتذار والرجوع عن الخطأ وإصلاحه ، وقمة الغباء والتنطع في الإصرار على الخطأ والخوف من الاعتراف به تحت مسميات الرجولة ةالقوامة ، ومن يزرع شوكا فلابد جانيه ومتجرعه .
إن التعامل مع الأخطاء التي يرتكبها الأولاد أو حتى الزوجة فن من الفنون التي يجب على كل والد و زوج أن يتعلمها ويتقنها ويحول هذا الخطأ إلى قوة إيجابية بناءة في الأسرة لا إلى قوة سلبية هدامة . ولنفترض أن أحدا من أبنائنا أخطأ فما هي الخطوات الإسلامية في معالجة هذا الخطأ أو ذاك .
إن كثيرا من الآباء والأمهات والأزواج يمارسون ممارسات غير إسلامية في معالجة الأخطاء التي تحصل في منازلهم وبالتالي بدلا من إيجاد حلول لهذه الأخطاء , وجدت أخطاء أخرى هي مضاعفات لهذه الممارسات وبالتالي نشأ في مجتمعنا مشاكل عديدة متراكبة ومتداخلة كان منشؤها التصرف غير الناضج مع خطأ ارتكبه أحد الأطراف ألم يقل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون(24) الأنفال قال البخاري لما يحييكم : لما يصلحكم فاستجابتنا لله وللرسول هي دعوة للإصلاح , ودعوة لترشيد المنهج , ودعوة للحياة بصورتها المثلى .
فعندما تقع المشكلة أو الخطأ في المنزل لا بد من بعض الخطوات الهامة لإزالة هذا الخطأ وفق المنهج الإسلامي السليم والأنيق والذي يحول من تفشي الخطأ ويحوله إلى نقطة مراجعة واستذكار .
وأخيرا .. لا ننسى مرة أخرى .. أن الأنثى مخلوق عجيب تؤثره الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة ويصلح عيوب نفسه الاحتواء والإحساس بالاهتمام والحب والرعاية ، ولن تستطيع أنثى أن تمنح حنانا وحبا لغيرها ما لم تجده ممن يرعاها ، وهو ما نقوله لمن يربي بناتنا اليوم ليمنحوهم كثيرا من الحنان والرعاية فهن أمهات الأجيال القادمة .وربما أثقل على الرجال كثيرا ، ولكنها متطلبات مسئولية القوامة لمن يريد أن يكون حقا .. رجل ..