التنين الصيني..هل سيحرق امريكا العظمى؟
قبل ازمة كورونا كانت ازمة هاتف هاواوي الصيني
الذي اكتسح الاسواق لتقنيته العالية و سعره الزهيد ،
ومن قبل هاواوي كانت ضغوط على دول العالم النامي
من قبل ادارة ترامب و من سبقها لمنع تنامي حجم
التبادل التجاري بين الصين و بين الدول التي لاتتنفس
الهواء الا بعد موافقة الادارة الاميركية ،
ترى مالذي يخيف الوحش والغول الامريكي من الصين؟
وهل ان تنينها سيلتهم الغول ؟..
اعتادت الولايات المتحدة على استخدام العقوبات الاقتصادية
ضد اي نظام حكم يخرج عن عصاها وسوطها (كوريا الشمالية
-كوبا- ايران - فنزويلا وغيرها)و ايضا دولة كبرى مثل روسيا
والتي بامكانها تدمير امريكا خلال ساعات مع حلفاؤها ، هذه
العقوبة التي هي ذريعة لتسيد العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .
بوجود الصين اصبحت هذه العقوبات فاقدة لكم كبير من اهميتها
لكون الصين اصبحت سوقا فيها كل ماتحتاجه البلدان النامية
اضافة للبذخ الكبير في الاستثمارات الصينية للدول الراغبة
باعمار بناها التحتية وبقروض ميسرة وانتاجية عالية بجودتها
في مجالات الطاقة و الصناعات المختلفة والزراعة والطب
والتعليم ...الى اخره، مما سيفقد القيمة الفعلية للتهديدات الاميركية
بالعقوبات الاقتصادية و سواها ، لكن يبدو انها تلوح بالتدخل
العسكري المباشر او غير المباشر من خلال عملائها و اعلامها
المهيمن على الاعلام العالمي وتحريك الشارع ضد الانظمة
التي لا تخضع لارادتها كما حصل في ايران ويحصل في
العراق ضد الرافضين للوجود الامريكي ومقاوميه وتحريك
الاقلام للقيام بدورها في تاجيج العداء لكل من يعادي الاحتلال
الامريكي، ومما يؤسف حقا ان هناك سياسيين يساريين يضع
كل مصائب العراق على راس نظام ايران (رغم انها لاعب غير
نزيه في العراق كما الحال لدول الخليج وتركيا و اسرائيل)
التي لايمرون ولو مرور الكرام عليها مما يجعلهم بين قوسين
انهم (باعوا اقلامهم وربما عقائدهم) نسي هؤلاء ان يميزوا بين
ميليشيا ومعناها جناح عسكري لحزب او منظمة وبين قوة عسكرية
خارجية تغزو البلاد فاسموها ميليشيات ايرانية و هذا تعبير ساذج
حقا روجت له وسائل الاعلام الامريكي وحليفاتها الطائفية في الخليج
وذيولهم في العراق ، لاتفق مع سذاجة التعبير واعتبرهم يتحدثون عن
الولاء لايران وفعلا هناك احزاب موالية لايران لكن بالمقابل هناك
احزاب موالية لقطر وتركيا والسعودية واسرائيل واميريكا ولهم قوات
مسلحة اي ميليشا ولها دور اجرامي كبير في هدم البنية الاجتماعية
والاقتصادية للعراق وجل اعتمادها على عناصر النظام المجرم البعثي
ممن يمتلكون خبرات اجرامية قل نظيرها ولهم في البرلمان العراقي
صوت عالي وكذلك في السلطة التنفيذية والقضائية ويتخذون من دول
الخليج والاردن مقرا لمؤاماراتهم وكتابنا اليساريون مستغفلين عنها
او (نايمين شلون نومه مستريحة بمذهبي) .
عن الولاء كلنا يعرف ان العراق مقسم حصصيا و طائفيا و قوميا
فهل نعتبر الجيش ميليشيا امريكية لكون كبار ضباطها حملوا الجنسية
الامريكية وان لاتحرك للجيش الا بعد موافقة السفير الامريكي؟
وان ميليشيا الحزب الاسلامي هي ميليشيا تركية او الصحوات ميليشيا
خليجية ولااعلم اي تصنيف لميليشيا البيشمركة والتي لاتسمح لاي قوة
عسكرية اتحادية بدخول كردستان ولاتسمح بتسليم المجرمين والبعثيين
المطلوبين للقضاء الاتحادي الدستوري له ولا اريد ذكر اسماء هؤلاء
لانني أأنف من تلويث منشوري باسماء المجرمين والبعثيين.
من هنا نلاحظ دور من ذكرتهم من ميليشيات الموالية لدول غير ايران
في استغلال مطالبة الشباب في الوسط والجنوب(الشيعة حصرا)بحقوقهم
التي سلبت منهم لعشرات السنين ولازالت ، ودس عناصر رخيصة مبتذلة
لتشويه الانتفاضة وبالتالي خلق صدام شيعي شيعي لاستعادة السلطة لايتام
صدام كل هذا جاء بتوقيت مع زيارة عبد المهدي للصين و التفاهم على
اتفاقية لاعادة اعمار العراق المدمر من قبل الذيول لكل الدول و الفاسدين
الذين نصبتهم امريكا بشكل مباشر و غير مباشر وكذلك ايقاف الاتفاق
الابتدائي مع شركة سيمنز الالمانية لاعادة بناء محطات توليد ونقل الطاقة
التي تعتبر بحق وصمة عار بجبين قوات مايسمى بالتحالف لاعادة اعمار
العراق، على القلم الشريف ان يرفض كل تدخل خارجي في العراق و كل
من يأكل من مائدة العراق ويوالي دول اخرى كأمريكا واسرائيل وايران
و تركيا والخليج...
التنين الصيني الرهان عليه قوي لابتلاع الغول الامريكي فهل نستطيع
الرهان عليه؟
**
سعد الطائي