في إحدى حصص التعبير هذه السنة ،كنتُ  قد كتبت أول خاطرة لي بمشاعرِ رضا عن النفس ،لم أكنْ  مدججة بسلاح لإفتعال جريمة قتل العمد،مع معلمة اللغة العربية،لقد كان الرضا قد ملأ روُّحي تمامًا 

هذه هي ثالثة مقالة أكتبُها على هذه المدونة الرائعة جدًا، موهبة الكتابة وشغف بالكتب،وترنم بالشعر كلُّها صارت مُقدسات لدي إن تُندس فقد أشعلت حربًا لانهاية لها،لكن ماوراء السطور مُخيف جدًا،تمتعوا بكيفية اكتشاف موهبة الكتابة:

طريقة اكتشافي بأني لدي موهبة الكتابة مُضحكة جدًا بالنسبة لي،لم اكتشافها في حصص تعبير كماحصل مع الذين صاروا كتّاب ، كنتُ  والله أنفرُ من حصص تعبير وأجعل صديقة بأن تكتبُ  لي بدلًا عني وأقوم بكتابةِ الموضوعٍ بخطي كي لاتُكشَف الجريمّة،وعلى سبيل شكر لتلك صديقة أقومُٰ  بكتابة رسائل لطيفة لها وأرفقُ رسائلي بشيء من الحلوياتِ التي تُحبها ثم تركتُ الكتابة لمدة من زمن ورجعتُ إليها عندما حاولتُ  معاتبة صديقتي الجديدة في المرحلة المُتوسطة لتركها دروسها فقالت لي: كيف أستطعت كتابة كُّل هذا ؟ وتلوحُ بالأربع الأوراق التي كتبُتها خلسة في حصة رياضيات

قلتُ : لاأدري كان في داخلي مشاعر مُتضاربة وجميعها تُنذر بعتاب وللأنني لستُ بجريئة (آنذاك) أضطررتُ إلى كتابة كُّل مابداخلي على هذه الأوراق قالت لي : شكرًا أنتِ موهوبة حافظي على موهبتك ولكنني لن أطبقَ مافيها فهذا شأني الخاص ،وشكرًا على نصيحة :)

ثم بعد إذ صارت الكتابة هي الشغف 
وماسبب شغفي بالكتابةِ ؟،أنا أكتب لأن الكتابة هي الحيلة الوحيدة لإفراغ مشاعري ؛فالقلم أصم يسمع النجوى واخرس يفصح الدعوى وجاهل يعلم الفحوى ،فلدي أسرار اكنها في قلبي وعندي أفكار انثرها على ورقتي ؛ولي مشاعر واخبار لم تقرأ إلا في دفتري ،وذكرياتي هي السبب الأول الذي جعلني شغوفة بالكتابة حد النهم في كُّل وقت كما لو كانت أكلًا   أصنعه ؛وأنا خجولة جدًا لحد الذي يجعل وجناتي حمراوتان والهرب من الموقف بسبب الإحراج الذي عصف بي ،فأفتح الدفتر وأكتب رسائلًا بها مشاعري إلى من أحبِ بالأسلوب الذي يجعلهم سعيدون لفترة طويلة جدًا ولوإنني قلتُه باللسان لسقط الجميع من قوة ضحك علي ولم يعيروا انتباهً لـِشيء الذي أقوله ،ولا أنسى أن مانكتبه يفضحُ مافي عُقولنا فقد نجدُ أشخاصًا لديهم عقولًا راقية بتفكيرها رغم مظهرها الذي لا يُبرهن على ذلك فـرَج عقلك جيدًا قبل أن تكتب شيئًا ..!

أنا حقًّا أريد تخليد ماجلعني يومًا سعيدة ومابكيتُ  بسببه لوهلة ،ماحدث اليوم سأتحدث به غدًا، وأكتب عند انتظار طعام الغداء كي تنضج بشكلِ جيد لأن العقل يعملُ أكثر عندما تَكُونُ المعدة شبه خاوية وفي وسط الأزعاج تجدني أكتب وأنا في عالم آخربعيد عنهم ، أستمتعُ جدًا بالقيام بوصف الأزعاج الذي حولي ولا أكتب أبدًا ولاأرضى بأن استمعل العامية عند كتابة أي شيء إلا إذا كانت الكلمة العامية مُقاربة لكلمة في الفُصحى

لأنني بكل بساطةِ امرأة عربية دمُ ،إسلامية القلب ، ولذا لماذا لاأكتب بالعربية الفُصحى ؟ العامية تحتوي على أكثر من ١٦ ألف مفردة بينما القرآن وحده يحتوي على أكثر من ٥٠ ألف مفردة ، لماذا إذن ؟

((أما نحن فقد ورثنا أكثر اللغات حياة، فبذلنا أعظم جهد لقتلها))غازي القصيبي

ولأن القواعد النحوية جزء لايتجزأ عن اللغة {كالضوء والظّل تلك الرابطة لايُمكن بأن تُفصل } أحاول أن جعل سيبويه سعيدًا نائمًا في قبره لايُفزعه رؤية رؤيا رفع مجرور به ولاجر مفعول به ولانصب نائب فاعل ؛ لأنني عندما أُخطئ أتخيلُه فينتفض من قبرِه ويُحث رُفاته في وجهي ويقطب حاجبيه ويقول لي : ويلك أهكذا تتحدثُ العرب ؟! ثكلتك أُمَّك ،أنتِ لاأرض لكِ ،ويحكِ أصلحي ما أفسدتْ من اللغتِك يالكعاء ..

سأحاولُ دائما وضع الحركات على الحروف وليس لزخرفة كمايفعلُ البعض لتدلْ على :
((نصبٍ حالٍ ، رفعٍ فاعلٍ ، جزمٍ مضارعٍ ، بناءٍ فعلٍ مجهول ، مضافٍ إليه ، وتنوين الكسر الذي وضعتُه يدلُ على مضاف إليه ((ودائمًا هو مجرور ومكسور أما المضاف فتخلفُ   أحكامهُ بحسب موقعه الإعرابي)

حسب ماتعلمتُ  من النحو والصرف لدى أستاذتي : شيخة القحطاني جزاها الله عني خيرًا ورفع اللهُ قدرها في الدُنيا والآخرة .. ولستُ  أكره اللغة الأنجليزية ولكنني استعمالُها في تعامل مع الأجانب وأماكنها لائقة بها ولكل شيء مكان لائق به فهذه مدونة عربية وصاحبها عربي 


أما بعد فإن كُنتُم تودون معرفة ماكتبتُه في ورقة الخاطرة المعنونة :  I have a Dream لتعلموا بأن أحلام الناس قطعًا لن تنتهي  قد صارت الكتابة حُلمًا بعد ماكانت كُرهًا جاريًا من الوريد إلى الوريد 

حُرر من قبل : راوية أبرار العرجان في الأحد السابع والعشرين من ديسمبر من عام ألفين وخمسة عشر الموافق لسادس عشر من ربيع الأول من سنة ألف وأربع مئة وسبعة وثلاثين هجريّة