خاص – عيسى محارب العجارمه – هرع الرئيس الماكر ماكرون إلى بيروت قبل الجميع ليضمد جراحها ظاهرا، ويخرج مارد الاستعمار القديم من قمقه باطنا، ووجد من يستقبله وكأنه المسيح الدجال، من جموع الشعب المكلوم، والذي افقدته الفاجعة توازنه القومي والتاريخي، ليطلب من جلاده القديم، أن يعيده للمربع الأول للاستعمار الفرنسي للبنان وسوريا، في مطلع القرن العشرين.
اما جلاوزة تل أبيب نتنياهو ووزير دفاعه غانتس وجيش الدفاع الصهيوني، فلم تصدر عنهم بنت شفة تشير من قريب أو بعيد، لضلوعهم بالتفجير شبه النووي لمرفأ بيروت، والذي كاد أن يزيل عاصمة النور العربية، باريس العرب عن الخريطة، لولا ابتلاع أعماق البحر الأبيض المتوسط لزلزال الانفجار، الأشد قوة على دولة بالعالم منذ مجزرة هيروشيما على الشعب الياباني الصديق، فهل يعقل أن لا تكون آلة القتل الصهيونية حاضرة في المشهد المؤلم.
تنادت دول العالم لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اللبناني، والبعض منها يحاول الوصول لموطئ قدم في تاريخ لبنان الخلافي المعاصر، والذي تحول رأسا على عقب منذ بداية الحرب الأهلية منتصف العقد السابع من سبعينيات القرن الماضي، ولا زال الشعب اللبناني يعيش حالة التشظي القومي العربي من ذاك التاريخ حتى وقوع الفاجعة، وما تلاها من تخوين لبعض مكوناته العريضة الوازنة كالمقاومة اللبنانية والقومية والتي يمثلها حزب الله اللبناني سواء اتفقنا أو اختلفنا معه.
فقد تفتق ذهن السفيرة الأمريكية في لبنان، قبل عدة أشهر على ما اذكر، عن خطة جهنمية تدخل تحت بند فرق تسد الاستعماري، الشديد الوطأة والشهرة، لتقول بأنه لن يحصل على فلس واحد، قبل الخلاص من حزب الله، ليبدأ الطابور الخامس المتماهية أنفاسه المطلبية والثورية أشد التماهي، مع طروحات السفيرة الشريرة الاستعمارية، في وأد المقاومة الوطنية في لبنان، من القيام بواجبها الوطني والقومي، في مقارعة الاحتلال الصهيوني وغطرسته، التي سبق وان مرغ بها حزب الله الأرض.
بث ماكرون شروطه الاستعمارية البغيضة، وسبقته قبل ذلك السفيرة الأمريكية، وفعلت اسرائيل وبني صهيون فعلتهم البغيضة في مرفأ بيروت وسيبقى الرابع من آب 2020 يوما أسودا آخرا حزيناً من ايام الأمة العربية، تماما كالخامس من حزيران 1967.
ولكن الشعب اللبناني وجيشه واجهزته الأمنية وقواه الوطنية والقومية الفاعلة، قادرة على النهوض، كطائر العنقاء الأسطوري، من تحت الرماد، وهو بالمناسبة يسمى بالطائر الفينيقي، الرمز الذي يليق بهذا الشعب العريق، الذي يرفض شعار عودة الاستعمار الفرنسي الشرير، تحت أي شعار براق، أو اغراءات إغاثية أو مالية، كدعوة أردوغان إلى إعمار مرفأ بيروت، فالاستعمار الفرنسي اخو الاستعمار التركي، والساحات الليبية تشهد فكلهم مستعمرون، وذئاب مسعورة، وسيبقى لبنان أعز من أنف الأسد، هكذا كان وسيكون، فالكون خلق من أجل الأقوياء، ومن أحق من المقاومة اللبنانية والفلسطينية بهذا اللقب.
0785294904 واتساب