كل رأس سنة يتملئ بريدي الإلكتروني برسائل من الراغبين في تعلم اللغات يخبرونني فيها بقراراتهم للسنة الجديدة، يخبرونني في رسائلهم في هذه السنة سأتعلم الفرنسية! سأتعلم الإسبانية! سأتعلم الصينية.
أحب أن أقدم إرشادات لأولئك العازمين على تعلم لغة جديدة واﻵملين أن تكون هذه السنة هي السنة التي تحققون فيه رغبتكم.
سأشارك معكم أهدافي لسنة 2015 - الأهداف المتعلقة بتعلم اللغات وأهداف أخرى - وسأخبركم بالضبط كيف أخطط لتحقيقها، الأمر سهل وبسيط.
قرارت "سيئة" عليك تجبنها
تدور قرارات الناس للسنة الجديدة عامة حول نفس المواضيع. هنا بعض الأمثلة، هذه كلها أشياء أريد القيام بها هذه السنة:
- القراءة أكثر.
- ممارسة الرياضة أكثر.
- أكل أطعمة صحية.
- تعلم الرقص.
- التحسين من لغتي الفرنسية.
هذه كلها أهداف سيئة وذلك لأن كل واحدة منها ينقصها شيء من التحديد وهذا أمر شائع بما يتعلق بقرارات السنة الجديدة وهو سبب يجعلني أمتنع عن استخدام مصطلح بحد ذاته.
لقد تحدثت بخصوص هذا سابقًا لكنه يستحق الإعادة: حتى تحقق أهدافك يجب أن يكون لديك أولا هدف. ما أنت بحاجة إليه هو نقطة نهاية تستطيع التركيز عليها وتمكنك من معرفة هل أنت على الطريق الصحيح أم ﻻ وتستطيع أن تعرف إن حققت الهدف أم ﻻ.
إذا كان هدفك هو تحسين لغتك الفرنسية، كيف ستعرف إن حققته أم ﻻ؟ إذا كان هدفك هو أن تقرأ أكثر، كيف ستعرف إن كنت تمشي في مسار واضح؟ هل تحقق هدفك إن قرأت ليوم واحد؟ ثلاثين يوما؟ كيف تقيس تقدمك؟
الشيء الأمر في الإلتزام بقرارات السنة الجديدة هو أن تكون نتائجها ملموسة. هذه أمثلة..
أهدافي لسنة 2015:
حتى تفهم ما أعنيه ألقِ نظرة على قراراتي لهذه السنة وهي كلها نسخ أكثر تحديدًا من "القرارات" الغامضة أعلاه.
- قراءة 60 كتابًا بحلول نوفمبر.
- الجري نصف ماراثون بحلول مارس.
- الجري ماراثون كامل بحلول نوفمبر.
- تناول المعجنات والشوكولاتة والمشروبات الغازية يومًا واحدًا في الأسبوع (السبت فقط).
- اجراء امتحان C2 (مستوى التفوق) في الفرنسية بحلول يوليو.
- الوصول إلى المستوى B2 (مستوى الطلاقة) في الفرنسية بحلول نوفمبر.
- تعلم الرقص.
النصيحة الأولى: لتكن أهدافك محددة وقابلة للقياس
السبب الذي يجعلني أفضل كلمة "هدف" على "قرار" هو أن الهدف قابل للقياس. الهدف هو شيء يمكن الوصول إليه، شيء أستطيع أن أعرف متى حققته وأستطيع أن أزيله من قائمتي حينها.
لاحظ أن كل هدف وضعته لنفسي هذه السنة هو محدد وقابل للقياس، إما أن أقرأ 60 كتابًا أو ﻻ، إما أن أكون جريت لنصف ماراثون أو لم أفعل، لهذا السبب تصبح أهداف مثل "القراءة أكثر" أو "التدرب أكثر" أهدافًا مبهمة وعديمة الفائدة إلى حد ما.
ربما لاحظت أيضًا أن كل أهدافي (باستثناء الرابع) مقيدة بموعد نهائي. أقوم في ديسمبر بالسفر وقضاء وقت مع العائلة، لذلك وإن قررت أن أخصص مدة أطول لهدف ما (كما ترى أنا أفضل أن تكون المدة ثلاثة أشهر) فالغالب أن تنتهي تلك المدة بحلول نوفمبر كحد أقصى.
النصيحة الثانية: استمتع بشعور النجاح والتقدم
كل الأهداف التي ذكرتها تعني شيئًا حقيقيا بالنسبة لي، فمثلا عندما قلت أنني أريد تعلم أساسيات الرقص فإنني أقول هذا لأنني سأحضر حفل زفاف في نوفمبر وآمل أن أرقص في حفل الإستقبال.
ﻻ أتوقع أن أكون مذهلا فيه وﻻ آمل أن أكون قادرًا على المشاركة في مسابقات عالمية، ليس اﻵن على الأقل. كل ما أريد هو أن أكون قادرًا على الرقص في مكان عادي. هذا الهدف هو هدف واقعي خصوصًا أنني سأغير سكني عدة مرات ولن أملك الوقت إلا لبضعة دروس رقص كل شهر.
ربما سأقرر السنة القادمة أو التي بعدها تعلم الرقص حتى أستطيع المشاركة في مسابقات لكن كل ما أنا مركز عليه اﻵن وهذا سيجعل التحسين من قدراتي في الرقص أسهل في المستقبل.
في أهدافي المتعلقة بالجري، فسبب وضعي لهدفين -الجري نصف ماراثون ثم الجري ماراثونا كاملا- هو حتى أحس بالتقدم عبر الإنجازات الصغيرة بدل التركيز على أكبر نتيجة ممكنة.
إذا كنت عضوًا في قائمتي البريدية فستعرف أنني أجريت امتحان C1 مع أستاذ اللغة الفرنسية في أواخر 2014، وقررت أن يكون هدفي الرئيسي هذه السنة هو تعلم الصينية.
أنا أتعلم اللغة الفرنسية لسنوات عديدة وهذا الهدف هو خطوة واحد في مشوار الألف ميل.
لفترض لو أن هدفي لتعلم الفرنسية كان هو "سأتعلم الفرنسية"، ما كنت ﻷصل لهذا المستوى! كل مشروع تعلم لغة اتخذته كان مبنيًا على عدة إنجازات صغيرة.
النصيحة الثالث: اعرف حدودك ولا تدع النكسات تقلل من عزيمتك
أحد أهدافي هذه السنة هو أن أبدأ في تناول أطعمة صحية أكثر، وقد قررت أن أقيس تقدمي باختيار يوم السبت واعتباره "يوم غش". إذا تناولت المعكرونة أو كعكة الشوكولاتة في أي يوم غير يوم السبت فإنني أعرف حينها أنني فشلت في تحقيق هدفي لذلك الأسبوع، وهكذا.
لكن إن حدث وفشلت في أسبوع ما فإنني لن أقوم حينها بالغاء كل شيء ورمي كل شيء عبر النافذة. يوم الغش يأتي كل أسبوع، هو في كل أسبوع ينتظرني ليعطيني فرصة أخرى للنجاح.
ﻻ تظن أنك بطل خارق، لا تجعل هدفك هدفًا غير واقعي "أن ﻻ تأكل الشوكولاتة على الإطلاق" لأنك إن فعلت فإنك ستستلم حتمًا للرغبة في تناولها (الشوكولاتة لذيذة!) ومن المرجح أنك ستتخلى عن هدفك كليًا لأنك "فشلت".
ربما يكون الجري لنصف ماراثون هو أيضًا هدفًا غير واقعي بالنسبة لي في حالة كنت مبتدئًا تمامًا. كل عداء مارثونات ناجح قد سبق ومر بمراحل أصغر.
لقد سبق لي وجريت لمسافة خمسة كيلومتر في السنة الماضية في مدينة فالنسيا، لقد استغرقني الأمر شهرين حتى استطعت الجري لتلك المسافة المتواضعة، وقد كنت مهلكًا بالتعب حينما فعلتها.
لقد تجاوزت ذلك وجريت 10 كيلومتر ثم فعلت ذلك مرة أخرى وشعرت بتحسن رائع وشعور عظيم وما زلت مستمرًا في تحسين سرعتي وقدرتي على الإحتمال، وبالتالي فإن الجري لنصف مارثون هو هدف واقعي.
عندما تكون أهدافك قابلة للقياس فإنك ستركز حينها على نجاحك بدل فشلك وبالتالي تبقي على عزمك.
استخدم أدوات لرصد تقدمك
اﻷدوات التي تستخدمها لرصد تقدمك ستصنع فارقًا كبيرًا في مدى نجاحك، فعوامل مثل المنافسة الإجتماعية ومحفزات نفسية أخرى -وﻻ ننسى أن هذه الأدوات ستذكرك دائمًا بما عليك فعله- ستساعدك كثيرًا. إليك اﻷدوات المفضلة عندي.
الأدوات الخاصة باللغات
حاليًا أنا أستخدم تطبيق Memrise وقد راقت لي جدًا، يعجبني وجود لوحة نقاط يومية/أسبوعية/شهرية وأجدها محفزًا ممتازًا. التطبيق رائع في حالة كنت تريد أن تحفظ عددًا معينًا من الكلمات.
الأدوات الخاصة بالمطالعة
مجتمع Goodreads هو في نظري أفضل مكان لمشاركة أهداف المطالعة. فستجد فيه مراجعات ممتازة للكتب، ويقدم لك الموقع توصيات بالكتب بناءً على الكتب التي قرأتهَا مسبقًا. الناس يمكن أن تبدي إعجابها بتحديثاتك ويمكن أن يرسلوا لك رسائل شخصية أيضًا.
الأدوات الخاصة بممارسة الرياضة
أستخدم تطبيق Endomondo لغرض تسجيل جلسات العدو التي أقوم بها، التطبيق يساعدني على معرفة المسافة التي يجب علي تجاوزها للوصول إلى هدفي، وعندما أعدو فإن هاتفي يرصد سرعتي والمسافة التي جريتها عبر نظام التموضع العالمي (GPS).
مصفوفات الأولوية (قوائم To-Do)
أستخدم تطبيق Coach.me لإدارة أعمالي اليومية، تعجبني هذه الأداة لأنها تمكنني من البحث عن مهام يومية قد تكون هي المفتاح لتحقيق هدف أكبر طويل المدى، وقد أجد مجتمعًا كاملا بُني حوله، ويمكنني أن أُعَلِّم كل مهمة عبر هاتفي الذكي.
تقريبًا ستجد مجتمعًا كاملا لكل مهمة تبحث عنها في الموقع.
ترجمة -وبتصرف- للمقال How to Make a New Year’s Resolution and Actually Keep It لصاحبه Benny Lewis.
