من المسلمات الحوارية اختلاف الاراء وتلك ميزة للتباين

بين البشر في الفكر والمزاج وحتى الذوق.

هذا التباين يجعل للحياة ديمومتها فالاختلاف يصنع

هدفا يسير لنيله الإنسان سلبيا كان او ايجابيا حسب

مايحمله من فكر و ثقافة يعتقدها، ويخلق تدرجا في

الإدراك والتمييز يبدأ من عمى الأفكار وينتهي بالنبوغ.

وبموجب هذا التدرج يعي العاقل ما الجدوى من الحوار.

ان ما يفرضه المنطق و العقل حقيقة ثابتة و هي أن لا

تستشير مصابا بعمى الألوان باختيار لون الاصباغ التي

تريدها لبيتك لانه لايميز بين الألوان، و لا تدخل معه

بحوار عن أجمل الألوان لانكما ستختلفان و يتحول

الحوار إلى سجال وجدال وربما صدام او قطيعة.

لقد عملت كثير من الجهات المتحزبة ذات الألوان

محدودة الرؤيا على نشر فايروس منقول عبر وسائل

الاعلام بكل أشكالها لبث مرض عقلي يصيب الادمغة

البسيطة بعمى الأفكار فلا يعود مميزا بين الجمال والقبح

العقائدي و حتى الأخلاقي، وبسبب حالة الفوضى التي

يخلقها الأقوياء رغم قلتهم يكون انتقال فايروس العمى

الفكري والجهل حد الهبل سريعا لدى العوام رغم كثرتهم

كي يستديم التناحر فيما بين مكونات المجتمع وتستديم

قوة الأقوياء وتبعية العوام لهم...

..

سعد الطائي