( استشاري التميز والمواصفات العالمية )
انه المحور الثاني الأهم بعد الدراسة سواءا كانت عملية أو نظرية , ولا يعني بالضرورة الانتهاء بالحصول على شهادة تثبت الحضور , بل بالاحرى أن يحقق قيمة مضافة للفرد ومن ثم المجتمع بأكمله .
وأركانه بالتحديد أربعة : أولها : مدرب واعي مثقف مؤهل مجتهد صاحب ضمير حي غير متفلسف ممارس بشكل عملي , يتقل المعرفة نتيجة الممارسة الممزوجة بالدراسة والتقنيات الحديثة , يخاطب عقل المستمع وليس مشاعره فحسب يحترم رأيه ويجيد الحوار ويعطي كل ذي قدر قدره ثانيها : مادة علمية ترقى الى عقل المتلقي سهلة ويسيرة ومفهومة للقاريء مدعمة بالأمثلة والتجارب ودراسات الحالة وورش العمل التي تثقل الفهم وتحول النظريات والكم الكبير من المعلومات الى واقع تطبيقي وعملي وتنفيذي يحقق للمتدرب القيمة العلمية والعملية التي يسعى لنيلها . ثالثها : بيئة تدريبية محفزة ومنشطة لذهن المتلقي , تدعم ثقة المشاركين وتستثمر عقولهم لمصلحة نقل المعرفة وتطبيقاتها .
رابعها : وقد يكون أهمها على الاطلاق : متدرب يسعى لتطوير ذاته ومهنيته وشخصيته ومعارفه , يسعى لتطبيق المعايير الحديثة و يقبل النقد , ولا يخجل أن ينتقد حين يدرك ضرورة ذلك , متعاون , ليس كامل همه اقتناص شهادة التدريب ( دون التقليل من أهمية ذلك أبدا ) , ولكنه يحرص وبكل قوة أن يحول المعرفة الى واقع للتطوير والتحسين .
ولكن وفي المقابل , انتشر في الاونة الاخيرة الكثير من ( اكلي العيش ) في مهنة التدريب , حولوها بالكامل الى تجارة فحسب , يوهمون المتلقي بأن شيئا ثمينا يتم تقديمه وفي المقابل لا تجد شيئا , وليس ذلك أبدا عل العموم , فالكثرة من المتميزين غالبة لا محالة .
ومما يدعو كذلك للدهشة والسخرية , هذا الكم الهائل وللأسف من المتدربين الذين همهم فقط الحصول على ورقة مقاس 30 في 50 سم تثبت حضورهم ليوم تدريبي زائف من أجل تقديمها لاحدى الشركات لنيل وظيفه أو درجة علمية أو زيادة راتب .
اعزائي , ان الامم لا تنهض الا بالعلم الصادق والتدريب المتميز الذي لا يسعى أصحابه ومستفيدوه فقط لنيل شهادة ( مع أهميتها ) , ولكن لنيلها بعد تحصيل العلم وتطبيقاته وثمراته والاستفادة الكاملة من تلك المنظمومة من أجل جيل واعي وبلدان عربية متقدمة.