( باحث في العلوم الادارية والانسانية )

2019 لم تكن ابدا بالنسبة لي سنة عادية , كانت مليئة بالتحديات والصعوبات بل وأحيانا التجاوزات والأخطاء التي اعترف بها بيني وبين نفسي من حين لاخر .

وفي المقابل امتلأ العام  بالحيوية أحيانا والكسل أحيانا أخرى , وترامت المشاعر بين حب وكره , هدوء وعصبية ظن حسن واخر سيئا , فلسنا ملائكة على الحقيقة بل بشرا نصيب كثيرا ونخطيء اكثر .

حين قررت توثيق هذا المقال , وضعت سماعة في أذني , تركت نفسي للكتابة تحت وقع نغمات الموسيقى , فيما يدفعني ذلك لمزيد من الارتياح بل وكذلك مزيد من الصدق .

بنهاية 2018 قررت أن أخوض تجربة ليست بالسهلة (( أن أأسس مشروعي الخاص )) , كان ذلك تحديا بكل المقاييس وبكل ما تعنيه الكلمات من معنى .

وفي ظل ظروف اقتصادية وسياسية عالمية متقلبة , مر العام بحلاوته ومرارته , وتجمعت استنتاجاتي حوله في بعض نقاط قد تفيد من قرأها , لا أقول فقط في حياته المهنية , بل في حياته وعلاقاته كلها .

الناس أصناف وأشكال وطبائع وضمائر وخفايا لا يعلمها الا رب السموات والأرض , ومن الخطأ الفادح أن تعامل الناس طيلة الوقت بحسن الظن ورقة القلب وعذب المشاعر , بل من الصحيح أن تعاملهم بقدر ما يقولون ويقدمون لأن الأمر باختصار يلخصه قول الله عز وجل (( من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها )) .

دعونا نتعب ونشقى وننجح ونجمع المال حتى نستمتع به مع من نحب ( أزواجنا وزوجاتنا , ابائنا وأمهاتنا , أخواننا وأخواتنا , وأبناءنا حبات قلوبنا ) .

ما فائدة التعب والمال ان لم نكافيء به أنفسنا ونسعد به من نحب ( ولو نفد بعضه أو حتى كله تماما ثم أعدنا الكرة في البحث عنه وجمعه ) غيرمسموح أبدا للأحلام أن تتهاوى حين ننشغل بالبحث عن الأرزاق .

من قال أن الرزق لن ياتي ؟ بل سياتي بقدر الله تعالى ثم يكافئك الله بالمزيد حين تجتهد وتجتهد وتجتهد متوكلا عليه راغبا في عطاءه محبا له راجيا منه كل الخير .

البيزنيس قد يسبب أنقطاعك عن الناس وانشغالك عنهم , فاجعل بينك وبينهم ولو شعرة ود وقرب وتواصل .

أما بينك وبين الله فلن يعينك على البيزنيس الا أن تكون على صلة دائمة به تاليا لكتابه داعيا مستغفرا حتى وان اخطأت وتجاوزت حدودك أحينا عد وأقترب وأسجد وتضرع وتب اليه .

جداران منعزلان , جدار البيزنيس تحكمه قوانين الادارة والنظريات وتطلعات العملاء وسرعة الاستجابة لمتطلباتهم وحل مشكلاتهم واحترام ارائهم , وجدار الحب والأسرة والحنان مع من نحب جوارهم ويسعدون بقربنا منهم .

وليس باخر , كن أنت ولا تنخدع بالكثرة وحلو الكلمات , ولا تبهرنك صور الناس , ولا تسمح لهم قدر الذرة أن يخدعوك أو يستغلوا طباعك الحسنه من أجل تحقيق مصالحهم وماربهم .