( استشاري التميز والمواصفات العالمية )

حقيقة أتعجب كثيرا من اولئك الذين يحرصون بل ويدعون الله أن يخلص أبنائهم من المرحلة العسكرية !!

رغم أن الناظر الى تاريخ حضارتنا العربي والاسلامي , يجدنا نحن العرب والمسلمون كنا نفخر ونتباهى بقوة جيوشنا وكثرة عتادنا وبأس وشدة شبابنا في الجهاد والدفاع عن الأوطان .

ولما لا , فقد كان الجيش الاسلامي من عهد رسولنا الكريم خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم ممتليء لا أقول فقط بالشباب بل كذلك بالكهول والشيوخ والنساء والصغار الذين كان يجيزهم رسول الله في الحروب والدفاع عن الدولة .

وكان يطلق على المتخلفين عن القتال منهم (( منافقون )) , وتنزل فيهم الايات القرانية من عند رب البرية سبحانه وتعالى تفضح نفاقهم وتخلفهم عن جيش المسلمين , وتبرأ في المقابل من كان أهلا للبراءة .

كنت جنديا وكان شرفا في الحقيقة , لم تكن لحظات سهلة أبدا , ولم تكن فترة من حياتي تتميز بالرفاهية , بل كانت صعبة أحيانا مريحة أحيانا أخرى , وهذا هو الحال حين تتربى في الجندية, تعلمك كيف تكون قويا , كيف تتغلب على الصعوبات , كيف تجد الحلول المناسبة لكل مشكلة قد تمر بها .

أيها الشاب العربي الأصيل الكريم , أن تكون جنديا فهذا شرف , تحمي به أهلك وعرضك ودينك ووطنك , تحمل صعوبات المرحلة وتعلم منها بأكبر قدر ممكن , فسوف تمر الأيام والشهور ومن ثم السنوات , ثم تجلس لتتذكر تلك الأيام كم كانت مفيدة لك وأثرت فيك وفي حياتك وشخصيتك .

وألتمس وقتك في الجندية من أجل المزيد من التعلم والدراسة وأحتسب لحظاتك فيها لوجه الله تعالى , تجازى به يوم القيامة خير الجزاء من رب العالمين وتحسب عنده تعالى (( عين باتت تحرس في سبيل الله )) .