أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي للعديد من الاشخاص متابعة أخبار لم يكونوا يوما ما من متابعيها , كأخبار السياسة والاقتصاد والفنون وغيرها , ومكنت لهم تلك الوسائل نقل الأخبار بين أرجاء الارض , كما سمحت لشريحة عريضة من الناس طرح ارائهم على الملأ.
ان التعبير عن الرأي والنقد حرية وحق كفلته القوانين والأعراف والأديان والثقافات , الا أن التعبير عن الرأي يستلزم التأني في الحكم وعدم التسرع بنقل الخبر أو نقد صاحبه دون الاحاطة بكافة جوانبه .
من حين لاخر نسمع خبرا عن أحد المشاهير فيعارض بعضهم و يتفق البعض , ثم تنهال عبارات السب أو المدح على صاحب الخبر دون تحقق أو تدقيق .
من الناس من لا يكاد يمر بخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى ينشره بين الخلق غير متحرر أو مكترث لتبعاته , ومنهم من يقرأ الخبر فيقضي وقتا طويلا لاعداد عبارات لازعة على صاحب الخبر لانتقاده وفضحه بين الناس .
ومنهم من لا يعطي نفسة وقتا أصلا للتحقق مما يسمع أو يقرأ بل هو دائم التصديق لما يراه هو صدقا ودائم التكذيب لما يظنه هو كذبا .
الناس حول الاخبار المتداولة طرفان ووسط , فمنهم في طرف اليمين يصدق كل ما يقرأ ويتفاعل معه ويقر أحكاما على الناس من خلال قناعاته هو , ومنهم طرف اليسار يرون أن كل ما يتداوله الناس كذبا وليس فيه من الصدق شيء .
والحقيقة أن أفضل الناس في تداول الاخبار هم من لا يبحثون عنها أو ينقبون للوصول اليها , ان الاخبار تصل اليهم حيث كانوا ثم تجاوزهم الى غيرهم بأمان دون زيادة أو نقصان , الا ما سمعوه فكتموه ان كان في نشره فضيحة أو شرا للناس , وفي المقابل فهم ينشرون الاخبار الصادقة التي تنفع الناس وتحقق امالهم , لا تخدش حيائهم ولا تنتقص من قدرهم أو حقوقهم .
البعض ينقل الاخبار بنية صادقة في الخير , وقد لا يكون الخبر صحيحا أصلا !! …. يقول أحدهم ( أرسلها الى عشرة وسوف تسمع خبرا سعيدا وتذكر أن غيرك لم يرسلها وأصابه البلاء ) , الا تذكرون هذه العبارة التي ضاقت بها أرواحنا ذرعا , البعض يظنها صادقة , ولا أخفيكم , فانها عبارة كاذبة , أراد بها الدجالون أن يسرقوا أحلام العقلاء , ويقيدوهم بسلاسل الدعايات الكاذبة .
من حقك أن تنتقد الناس أو تنقل عنهم خبرا ان كنت تملك أدوات ذلك , وتحققت من صحة الخبر , والتزمت النقد البناء وتجنبت العبارات الجارحة , والا فمدح الناس بما هم أهله أولى لك وأنفع , يرفع قدرك بينهم ويدفعهم لاحنرامك وتوقيرك. لا تعط نفسك حق النقد طوال الوقت فان أكثر الناس نقدا أكثرهم خطئا . فالانسان بطبعه يحب من أسدل اليه المدح واثنى عليه بما هو أهله , وفي المقابل يبغض الانسان من يكرر انتقاده أو ينقل عنه ما ليس فيه أو ينصب نفسه عليه حاكما ومشرعا.
يمكنك أن تكون ذكيا في تعليقاتك وانتقاداتك حول ما تسمع من أخبار , كل ما عليك باختصار أن تخلع عنك عباءة المنتقد, عامل من حولك بشفافية كما تحب أن يعاملوك , كن على يقين بأن التحقق من صدق الخبر وتبعاته أهم بكثير من تداوله بين الناس حتى وان كنت تظنه صدقا استقبل الاخبار بأذن المستمع صاحب الرأي العادل ان استطعت ولا تستقبلها بأذن المنتقد المتسرع في الحكم على الناس .