مرت بعض الساعات بعد أن دب خلاف بسيط بينه وبين زوجته , لم يكن محقا بعض الشيء حين أصر على دفعها لترتيب الغرفة بعد يوم شاق مر بها في الجلوس مع أبنائه واعداد الغداء وغير ذلك ….. ساد الهدوء بعض الشيء في بيتهما الصغير , جلس الأولاد في جانب الغرفة في حالة من الصمت مترقبين ماذا سيجري بعد !! جلس هو على أريكة غرفة المعيشة ناظرا الى جنبات الغرفة ولا يزال مغضبا قليلا , اقتربت منه بابتسامة عذبة ( هتفضل مكشر كدة والا ايه !! ) .
لم يتوقع أن تبادر تلك الرقيقة بالحديث اليه وقد تناست أنه كنت مخطئا في حقها منذ ساعات , بادلها بابتسامة عريضة أزالت عنه ما كان يشعر به من غضب , تناول صفحة يديها الرقيقتين بين أطراف أصابعه الخشنة بعض الشيء , والقي بقبلة حانية فوق جبينها الرقراق , ضمها الى صدره ضمة حب واحتواء…. لقد كان خلافا سعيدا حقا .
انها قصة قصيرة جدا , قصة كل بيت في أرجاء المعمورة ولكن نهايتها ليست دائما متشابهة . فعلا , الكثير من الأزواج أحيانا يجبرون زوجاتهم على تنفيذ بعض الاعمال المنزلية متجاهلين هذا الكم الهائل من التعب الذي تمر به الزوجة في البيت ناهيك عما اذا كانت تعمل بوظيفة خارج البيت وتلاقي من التعب أضعافا وأضعافا .
المرأة كان رقيق , وفي أكثر الاحيان مبادر , وعلى الرجل أن يدرك ذلك ويقدره . من الطبيعي بل ومن المقبول ان نختلف , ولكن علينا أن يكون خلافنا خلافا سعيدا ! لا يظلم بعضنا بعضا ( فان الظلم ظلمات يوم القيامة ) , علينا كذلك أن نؤمن أن أي خلاف أسري ما هو الا خلاف مؤقت ولابد أن نزيل أسبابه سريعا , انه ليس صراعا من أجل البقاء ! من الضروري أن يكون هدفنا من وراء الخلاف الوصول الى حل وسط يرضي الطرفين , والأهم على الاطلاق ان نجعل خلافنا خلاف المحبين وليس خلاف الاعداء والمتناحرين .