دعوهم لحفل قرانهم الرائع , حضر الجميع وبدأ الشيخ بالآية العظيمة ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ,وتم عقد القران في جو من الفرح , لقد كان يوما سعيدا حقا .

وبعدها اتصل الزوج الشاب بنفس الشيخ ( نريد مقابلتك ) !! لقد انفصل الزوجان السعيدان بعد أن أمضيا وقتا يسيرا في علاقة مضطربة دامت قرابة الثلاثة أشهر فقط !

سامحوني , فمطلع المقال ليس مفرحا محفزا كالعادة , ولكنه الواقع الذي وللأسف كثيرا ما يحدث

لقد وجد الشريكان مخرجا بالانفصال والطلاق , أما البعض فيضطر لمجاراة الحياة وتحملها رافضين فكرة الانفصال وهذا جميل , ولكنهم جميعا لم يتفهموا معنى الآيه الكريمة التي استمعوا اليها يوم عقد قرانهما السعيد ((( وجعل بينكم مودة ورحمة )))!!

والحقيقة أن اللوم يأتي أولا على ( الأبوين ) , أنهما لم يشرحا للشريكين معنى الاية بشيء من التفصيل , اننا لسنا بحاجة لمزيد من التنظير والجمل الفضفاضة , كما أننا لسنا بحاجة كذلك الى مزيد من الخجل لتعريف ابناءنا وبناتنا معنى هذه الجملة ( مودة ورحمة ) .

وقد تتعجبون مني بعض الشيء خلال الدقيقتين التاليتين حين أحاول أن أوضح لكم بشيء من التفصيل معنى عمليا لهذه الجملة ( مودة ورحمة ) .

ان المرأة كائن رقيق سريع التقلب واحيانا غريب المزاج كما يراها بعض الرجال ! .. ولكنها في المقابل تعطي لشريكها كامل التسليم بالحب حين تستشعر منه دفئا وحنانا وأمانا تجاهها !

اما الرجل من كوكب المريخ في نظر زوجته , ولكنه في المقابل يمتلك دفة مركب السعادة اذا أراد هو ذلك .

عليك أيها الزوج أن تكثر من كلمات الحب والعشق لزوجتك ( أنت جميلة – أنت رقيقة – أنت كل حياتي – لم أر في جملك يوما ما ) ان هذا ليس كذبا ولا تملقا , ولكنها حين تسمع ذلك يطير قلبها فرحا وتراك كائنا أقبل من ( كوكب الورد ) وليس من ( كوكب المريخ ) كما كانت تراك من قبل .

تحدث اليها كثيرا , فك عن فمك غطاء الصمت , واعطها فرصة لتحكي هي لك أكثر عن يومها ومطبخها والاطفال، وماذا فعلوا اليوم ،وكيف أرهقوها كثيرا..

انها لا تريد منك مزيدا من الحلول هي فقط تريدك أن تستمع اليها بإنصات وأنت تنظر الى عينيها بحب حين تسمعها .. مُقدرا هذا الكم الهائل من تعبها من أجلك وأجل ابناءك , ثم بادرها بعبارات الثناء عليها وعلى اعدادها لطعامكم وشاركها بقدر استطاعتك في ذلك .

لا تستحي أبدا أن تمسك بيديها حين تجلسا ببيتكما , ان ذلك يشعرها بمزيد من الأمان , وأنك ستصبر عليها وعلى اي من ذلاتها أو أخطائها , يشعرها بأنك رفيقها الذي كانت تبحث عنه منذ زمن , انها دوما لا تريد منك علاقة حميمية متتابعة المرات , ولكنها تحب منك أن تشعرها بالأمان كثيرا من المرات.

أهدها وردة تفرح قلبها , أرسل لها رسالة تعبر عن مدى حبك وتقديرك , ضمها بين ذراعيك , لاعبها , اضحك معها وتبادلا المزاح , شاركها همومها وأفكارها , قدرها , تناولا غدائكما سويا كلما أمكن ……. اصنعا معا كوكب الورد ببيتكما الصغير .

حدثني أحد اساتذتي فقال , أنت دائما تكرر نصائحك للرجال , فأين نصيحتك للزوجات ! ومعه كل الحق , فمن الآن وصاعدا لن أنسى أن أنهي مثل هذه المقالات بأن ( على الزوجات مثل ذلك ) .. فان الرجل لو قَدَّم وقدم , ثم لم يجد مقابلا في قلب زوجته وكلامها ومشاعرها تجاهه فانه سريعا ما سينفر ويتوقف ولن يعود بعدها مثلما كان كائنا ورديا .

ملأ الله قلوبكم راحة , وبيوتكم هناءاً وسرورا.