علم الادارة يا سادة من أكثر العلوم تشويقا وأثارة , لا تدار به المؤسسات فحسب , بل والهيئات الضخمة والوزارات والدول كذلك .
علم لا يستهان به أبدا. وحياتنا كذلك اذا أديرت على أسس ومعايير الادارة انتظمت وتحقق لدينا ما نسعى اليه . والادارة درجات تبدأ أولا بادارتك لنفسك ووقتك وأفكارك , ومن ثم ادارة أعمالك , شركتك الصغيرة ثم عالمك ومجتمعك .
ودعونا الان وبشكل مبسط جدا نتطرق الى خطوات عملية لعلم الادارة والتي من شأنها أن تساهم في تطوير أداءك الشخصي , المهني وحتى أداء المؤسسات الحكومية منها والخاصة ما سيكون له عظيم الأثر في تطوير عملياتها والارتقاء ببلداننا العربية الحبيبة. بني علم الادارة على مجموعة كبيرة من الأسس , ابسطها وأهمها ما يمكن تلخيصه في نقاط أربع :- أولها : كن دائما حريصا على التخطيط لما تنوي تنفيذه , اجعل خطتك قابلة للتحقيق , عملية , محددة بزمن واضح ومسئوليات ليس فيها لبس أو تداخل .
والحقيقة أن التخطيط علم كبير لا يتسع المقال للخوض فيه بشيء من التفصيل ولكن يمكنك بايجاز أن ترسم جدولا من خانات أربع تبدأ أولا بالخطوات التي تنوي تنفيذها , كيف ستنفذها , متى زمنيا ستقوم بتنفيذها ثم متابعاتك حول توقيتات التنفيذ .
ثانيها : نفذ ما خططت له , كن حاسما مع نفسك وأهدافك , عاون أفراد مؤسستك ووفر لهم ولنفسك كامل الدعم والموارد اللازمة لتفعيل عمليات التنفيذ , وتذكر أن محاسبة النفس على ما تم تنفيذه أو مساحات الاخفاق من أهم عوامل النجاح والادارة المتميزة .
ثالثها : نحن بشر ونعيش على كوكب الأرض , اننا لسنا ملائكة وحياتنا ليست في السماء , وهذا يعني بالضرورة أننا قد نخطيء في تنفيذ ما خططنا له أو نتكاسل عن تنفيذه , لذا يلزمك أن تراقب دائما ما نفذته , كيف نفذته , هل أنت راض عن أداءك تجاه خطتك وأهدافك أم أنه يجب عليك بذل مزيد من الجهد لتطوير أداءك .
رابعها وليس باخرها : طور ما نفذته باستمرار , فليس هناك عمل أو خطة أو هدف متكامل بنسبة مائة بالمائة , دائما طور نفسك للأفضل ان كنت على الطريق السليم , واذا لم تكن , فانه يلزمك وبسرعه أن تنفذ مجموعه من الخطوات التصحيحية لتدارك ما فاتك والعودة للطريق والهدف الذي خططته لنفسك. ان الأمر يشبه كثيرا رحلة تريد أن تخوضها من القاهرة الى الأسكندرية , ستقوم بأربع خطوات متتالية ومتراكبة ( ستختبر أولا سيارتك والاطارات ومعدل الوقود وغيرها وسوف تحدد توقيتا للمغادرة وتصطحب ما يلزمك من وجبات ومياه وغيرها , أنت الان في المرحلة الأولى من الادارة وتسمى التخطيط – ستقود الان سيارتك في الطريق السريع بين المحافظتين , انت الان تنفذ ما خططت له وهي المرحلة الثانية – ستنظر في كل لحظة الى مؤشر السرعة والحرارة , انك تلاحظ وتراقب باستمرار فعالية القيادة والسيارة وتلك هي المرحلة الثالثة وهي مراقبة الخطط والأهداف – ستأخذ قسطا من الراحة أثناء القيادة وسوف تتوقف بمنطقة الاستراحات لاعطاء فرصة لتحسين أداء سيارتك وتزويدها بالوقود وغير ذلك وتلك هي المرحلة الرابعة ذات العلاقة بالتطوير المستمر ) الان جاء دورك , فكر لمدة ساعه منعزلا عن من حولك ( كيف ستدير حياتك ووظيفتك وشركتك الصغيره !! ) ولعل ما تناقشنا فيه يساعدك في ادارة أحلامك باسلوب علمي وعملي .