( باحث في مجال التميز والمواصفات العالمية )

دخولا في الموضوع , ( الأيزو ) يمكنها ببساطة أن تغير أسلوب الادارة بمختلف المؤسسات والهيئات الخاصة منها والحكومية ,وأن تحول موظفيها ومنسوبيها من مجرد أشخاص عاديين ينفذون وظائفهم المعتادة , الى مبتكرين , ومبدعين ومتميزين !!

وهذا ليس من باب الكلام بغير علم أو دليل , فقد حرصت المنظمة العالمية للموصفات والمقاييس التابعة للأمم المتحدة بجنيف – والشهيرة ( بالأيزو ) – حرصت على اصدار مواصفات عالمية تعنى بتطبيق أنظمة ادارية فعالة تساهم في تطوير أداء الفرد , والأداء المؤسسي بكافة عملياته , ما سيحقق منتجا متميزا يرضي العميل ويحقق متطلباته، ويرضي الموظف عن أداء مؤسسته تجاهه 

وانني أتفهم انك قد تشعر ببعض الملل جراء قراءة هذا الموضوع , ولكن بدوري اذ تبنيت فكره ( التميز والمواصفات العالمية ) سأحاول جاهدا أن أبسط هذه العبارات لأنقل لك الصورة بسيطه ميسره لتساعدك على فهم الموضوع وتطبيقاته والاستفادة منه.

انها بكل بساطة مواصفة عالمية تضمن للمؤسسات أن تطبق نظاما اداريا يحقق خمسة بنود رئيسية :-

أولها وأهمها : تحقيق خدمة ومنتج يليق بالعملاء والمستهلكين ويحقق توقعاتهم : تخيل لو اشتريت هاتفا محمولا , ثم لم يستغرق مزيدا من الوقت وتلفت شاشته أو بعض تطبيقاته الالكترونية , هل سترضى أن تشتري نفس المنتج مره أخرى , الاجابة حتما ستكون ( لا ) .

الانظمة الادارية المؤسسية المنضبطه لن تسمح أبدا أن تخسر عميلا مهما مثلك , لذا يجب عليها ان تطبق نظاما يضمن تحقيق رضاءك باستمرار.

ثانيها : أن تحقق المؤسسة لموظفيها بيئة عمل تليق بموهلاتهم ,وانسانيتهم وتطلعاتهم الوظيفية , ومن ثم سوف يستشعر الكثيرون منهم حجم الدعم المقدم لهم من قبل مؤسساتهم , ما يحقق ويضمن لمؤسساتهم منهم ( ولاءا وظيفيا ) , ومن ثم استمرار العمل والنشاط المؤسسي بشكل متكامل , ستضمن كذلك لموظفيها عملية تطويرية لرفع كفاءتهم وفعاليتهم ومستوى وعيهم المؤسسي بمنهجية منتظمة وبشكل مستمر .

ثالثها : الضبط والتحكم في العمليات المؤسسية , بحيث تحقق الهدف منها دونما مزيد من الهدر لمواردها , وتحقيقا لتطعالتها التنموية والتنافسية في السوق , ستضمن كذلك التخلص من كافة العمليات الغير ضرورية والتي تمثل مزيدا من الضغط المادي على موارد المؤسسة , والمعنوي على موظفيها .

رابعها : قدرة المؤسسة على تقييم وضعها الحالي , ووضع خطة استراتيجية محددة تضمن لها رفع كفاءة عملياتها , وموظفيها , وتوثيق عملياتها واجراءاتها ونماذجها الادارية في اطار المؤسسة وهيكلها الاداري , ومن ثم مراقبة ادائها ثم قياس مدى رضا عملائها وتطوير ادائها المؤسسي في مقابل ذلك .

ان المواصفات العالمية للادارة تعطي الحق للموظفين كذلك في تقييم مدرائهم ومؤسساتهم وايجاد فرص جديدة للتطوير وفتح قنوات تواصل فعالة بين كافة المستويات الادارية بداية من الرؤساء والمدراء وحتى آخر صف اداري ووظيفي بالمؤسسة .

خامسها : ستتمكن المؤسسة وموظفيها حين تتبنى فكرة الادارة حسب المواصفات العالمية ( الأيزو ) – ستتمكن من تطوير أدائها باستمرار ..

فليس من الممكن ولا من المقبول أن ( تأخذ الايزو ثم تعمل اللي انت عايزو ) , لا , فالمواصفات العالمية تتطلب من المؤسسات والموظفين أن يلتزموا بها باستمرار , سيبذلون جهدا بلا شك ( لتوثيق العمليات – مراقبتها – تطويرها – تدريب الأفراد – توفير الموارد والمحافظة عليها – ……… الخ ) , ولكن في مقابل كل مجهود مبذول ستجني المؤسسة مزيدا من السمعة السوقية المتميزة , مع المزيد من الأرباح المالية والمنافسة التي قد تصل الى العالمية .

الى كل صاحب مؤسسة أو شركة , الى كل هيئة حكومية في مصرنا الحبيبة وكل اطراف الوطن العربي , ان المواصفات العالمية بين أيديكم ومتوفرة وبالمجان عبر الانترنت , تفضلوا بزيارة المواقع الالكترونية المتخصصة في هذا المجال , وسوف تتطور مؤسساتكم وهيئاتكم باتباع تلك المعايير العالمية , وسوف تحققون من خلالها ميزة تنافسية وسمعة اقليمية وعالمية وأرباحا مالية.